ميليشيا الحوثي تقدم عرضا للمؤتمر لتسليم جثمان صالح

الجمعة 9 مارس 2018 13:33:00
ميليشيا الحوثي تقدم عرضا للمؤتمر لتسليم جثمان صالح
المشهد العربي - متابعات

كشفت مصادر في حزب «المؤتمر الشعبي العام» في صنعاء، أمس، أن ميليشيا جماعة الحوثي الانقلابية قدمت عرضاً لقيادات الحزب الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، يتضمن تسليم جثمان الأخير المحتجز لدى الجماعة، مع جثامين أخرى لقتلى من أنصاره شاركوا في انتفاضة ديسمبر الماضي، مقابل عدم إقامة مراسيم تشييع رسمية في أثناء الدفن.


ويأتي العرض الحوثي، بحسب المصادر الحزبية التي تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، في سياق مساعي الجماعة الانقلابية، التي يقودها رئيس مجلس حكمها الانقلابي صالح الصماد، للتصالح مع قيادات حزب صالح والقيادات العسكرية والقبلية الموالية لحزبه.


وأفادت المصادر بأن قيادات الحزب في صنعاء انقسموا حول المقترح الحوثي، بين موافق ورافض، ومن بين الرافضين عضو اللجنة العامة للحزب الزعيم القبلي ناجي جمعان، الذي فشلت مساعي الجماعة لإقناعه بالموافقة على العرض، الذي يشمل تسليم جثامين قتلى من أتباعه، بينهم نجلاه.

وقالت المصادر، التي رفضت التصريح باسمها لأسباب أمنية، إن قيادات الحزب، برئاسة صادق أمين أبو راس، عقدوا لقاءً تشاورياً قبل أيام لتدارس العرض الحوثي، إلا أن أغلبية الحاضرين رفضوا المقترح، مشترطين إجراء جنازة رسمية وشعبية لصالح، بحضور أقاربه المعتقلين، ومنهم نجلاه صلاح ومدين.

وبحسب المصادر، فقد طلبت القيادات «المؤتمرية» من القياديين البارزين في الحزب، صادق أبو راس ويحيى الراعي، إبلاغ الحوثيين بالرفض، واشتراط إقامة جنازة شعبية وحفل تشييع رسمي لجثمان صالح والقتلى الآخرين، ودفنهم في ساحة جامع الصالح، الذي استولت عليه الجماعة، وغيرت اسمه إلى «جامع الشعب».

كان رئيس مجلس حكم الانقلاب الحوثي، صالح الصماد، قد عقد لقاءات عدة مع مشايخ قبيلة بني الحارث، شمال العاصمة صنعاء، لإقناع الشيخ ناجي جمعان، أحد أبرز زعماء القبيلة، بالموافقة على العرض الذي يتضمن تسليم جثماني نجليه ودفنهم دون إقامة مراسم عزاء، وفتح صفحة جديدة مع الجماعة، للانصياع لأوامرها والقتال في صفوفها.

وأفادت المصادر بأن الصماد حاول اختلاق تبريرات واهية من قبيل أن مراسم التشييع الرسمي ستؤدي إلى إثارة غضب الميليشيات الحوثية التي شاركت في اقتحام منازل صالح وأقاربه والمناصرين له، لجهة ما تكبدته من قتلى بالمئات، بمن فيهم المجاميع التي واجهت انتفاضة الشيخ ناجي جمعان في الأحياء الشمالية من العاصمة.

وتريد الجماعة، من خلال مسعاها التصالحي مع حزب صالح وقيادات حزبه في مناطق سيطرتها، استقطاب العسكريين الموالين للحزب وللرئيس السابق للقتال معها، ولتأمين جبهة العاصمة الشمالية، حيث قبيلة بني الحارث، من الاختراقات الأمنية التي قد تسهل اقتحام القوات الحكومية للعاصمة، في الوقت الذي تقترب فيه «الشرعية» من الأطراف الشمالية الشرقية لمديرية نهم.