قطر وإيران.. تحالف دبلوماسي على ركام صنعاء
يصعب الفصل بين إرسال إيران سفيرا لها إلى صنعاء، أمس السبت وبين استقبال قطر القيادي الحوثي عبدالملك العجري بصفته سفيرا للحوثيين في الدوحة، الأسبوع الماضي، في ظل تكهنات بافتتاح سفارة قطرية في صنعاء، ويبدو واضحا أن هناك تحالفا دبلوماسيا بين الطرفين بعد أن تحولت صنعاء إلى ركام بفعل جرائم المليشيات الحوثية.
تتحالف قطر مع إيران من أجل معاداة التحالف العربي والذي يسعى لإنهاء حالة الحرب الحالية والدخول في عملية سياسية تنهي الأزمة اليمنية، لكن من الواضح أن هناك مخططات شريرة تسعى إلى تقوية شوكة المليشيات الحوثية التي تمددت في محافظات الشمال لكن ليس بفعل قوتها وإنما لخيانة الشرعية التي تركت لها "الجمل بما حمل"، أي أنها تركت لها جبهات الشمال بالإضافة إلى الأسلحة والمعدات التي كانت بحوزة جيش الشرعية.
تأتي تحركات قطر وإيران في صنعاء بعد أن تدخلا لوقف الاشتباكات التي وقعت في محافظة مأرب ويبدو من الواضح أن وجود سفارتين للبلدين في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية يستهدف مزيدا من التنسيق في المواقف بين الحوثي والشرعية، بحيث تكون معاداة التحالف والجنوب الهدف الأول بالنسبة للطرفين المتقاربين فيما بينهما.
يرى مراقبون أن إيران وجدت أنها من الممكن أن تنطلق من صنعاء باتجاه تنسيق المواقف بينها وبين مليشيات الإخوان التي تمولها قطر، لكن ذلك سوف يعني أن صنعاء سوف تكون مسرحا للإعداد لعمليات إرهابية تنفذ باتجاه التحالف العربي، ما يزيد من إمكانية تحويل صنعاء إلى ساحة حرب مفتوحة بفعل وجود أذرع سياسية واستخباراتية إيرانية وقطرية.
ووفقا لمصادر إعلامية حوثية، فقد استقبلت قطر القيادي الحوثي عبدالملك العجري بصفته سفيرا للحوثيين في الدوحة، في الوقت الذي تشير فيه معلومات إلى قرب افتتاح سفارة قطر في صنعاء التي تشير مصادر مطلعة إلى أن النشاط لم يتوقف فيها منذ العدوان الحوثي في سبتمبر 2014 على مستوى النشاط الاستخباري والمالي.
فيما أبرزت صحيفة "الشرق الأوسط"، في تقرير لها اليوم الأحد، قصة إرسال إيران سفيرًا لها إلى صنعاء، مشيرةً إلى أن ذلك يؤكد الاتهامات الموجهة لطهران بدعم مليشيا الحوثي منذ سنوات.
واعتبرت الصحيفة، أن الخطوة الإيرانية بمثابة إصرار من قبل طهران على إطالة أمد الحرب وانتهاك القوانين والقرارات الدولية، كما أنها تحدٍ للمجتمع الدولي وجهوده للسلام.
وشددت على أن هذه الخطوة هي استفزازية وتؤكد وقوف النظام الإيراني بشكل واضح ضد السلام في اليمن، ودفع ذراعه الحوثي للتصعيد وتعقيد المشكلة أكثر، موضحة أن ما قام به النظام الإيراني يهدف لإحداث سابقة خطيرة في العلاقات الدولية؛ ما يستدعى مواجهته من قبل مجلس الأمن حفاظًا على القواعد المنظمة للعلاقات الدولية.
والجدير بالذكر أن سفير إيران لدى مليشيا الحوثي وصل إلى صنعاء، على متن الطائرة العمانية التي أقلت جرحى مليشيات الحوثي , وسيقدم أوراق اعتماده في خطوة مماثلة لما قامت به مليشيا الحوثي من تعيين سفير لها في طهران.