هل تمت صفقة الأسرى لتهريب السفير الإيراني إلى صنعاء؟
جملة من الأسئلة أثارها تهريب السفير الإيراني إلى صنعاء، الأربعاء الماضي، على طائرة عمانية وصلت إلى صنعاء وحملت معها الرهينتين الأمريكيتين المفرج عنهما وجثمان رهينة ثالثة، بشأن الطرف المسؤول عن عملية التهريب؟ ومن المستفيد من وصول جنرال إيراني إلى صنعاء في هذا التوقيت؟ وما إذا كانت طهران وافقت على تمرير صفقة الأسرى من أجل وصول سفيرها إلى المليشيات الحوثية؟
يبدو من الواضح أن هناك ارتباطا وثيقا بين تمرير صفقة الأسرى التي تعد الأكبر منذ العدوان الحوثي في العام 2014، وبين تهريب السفير حسين إيرلو، الذي تورط في جرائم إرهابية عديدة من قبل، وذلك لأكثر من سبب على رأسها أن صفقة الأسرى لم تنعكس على تحسن المفاوضات السياسية بشأن التوصل لاتفاق شامل، كما أن المليشيات الحوثية لم توقف عملياتها التصعيدية في الحديدة خلال فترة مفاوضات اتفاق الأسرى أو حتى بعد تنفيذ الصفقة.
بالإضافة إلى ذلك فإن تهريب السفير جاء في وقت أوهمت فيه إيران المجتمع الدولي بأنها جادة في الوصول إلى اتفاق ينهي الأزمة اليمنية، بينما هي كانت تخطط لأن تشرف بشكل مباشر على جرائم المليشيات الحوثية بحق المدنيين في اليمن وكذلك الإشراف بشكل مباشر على إطلاق الصواريخ على المملكة العربية السعودية، بما يعني عدم وجود نية لها من الأساس للتوصل إلى اتفاق سلام.
كما أن تمرير اتفاق الأسرى ساهم في تهدئة حدة الانتقادات الموجهة إلى إيران بشأن تعيين سفير لها لدى مليشيات إرهابية غير معترف بها دوليا، وبالتالي فإن طهران وظفت الاتفاق سياسيا لصالحها، من دون أن يكون لاتفاق الأسرى أي نتيجة إيجابية على المستوى السياسي، في حين أن المليشيات الحوثية ستقدم على اعتقال آلاف جدد بدلا من الذين أفرجت عنهم في ظل توالي انتهاكاتها بالمناطق الواقعة تحت سيطرتها.
وصل السفير الإيراني لدى مليشيا الحوثي الإرهابية إلى صنعاء على متن الطائرة العمانية، التي أقلت الجرحى يوم الأربعاء الماضي، وقالت مصادر مطلعة لـ"المشهد العربي"، إن السفير الإيراني حسن إيرلو وصل إلى صنعاء على متن الطائرة العمانية، التي حملت معها الرهينتين الأمريكيتين المفرج عنهما وجثمان رهينة ثالثة.
وقال الباحث السياسي السعودي مبارك آل عاتي إن "الإرهابي حسن إيرلو سفير نظام إيران في صنعاء ولد 1959، وهو قائد عسكري في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والده إدريس والدته سونا حضرت قلي زاده أطلق عليها المقبور سليماني لقب الحجر الصابر لأنها فقدت ابنيها حسين وصغر في الحرب العراقية الإيرانية".
أكد الأكاديمي الجنوبي رئيس جامعة "أم القيوين" الإماراتية الدكتور جلال حاتم، أن حكومة ما تسمى بالشرعية المخترقة من الإخوان الإرهابية هي من أدخلت السفير الإيراني إلى صنعاء.
وقال حاتم في تغريدة له عبر حسابه بتويتر: "بات الكل يعلم أن الشرعية هي من أدخلت السفير الإيراني الجديد إلى صنعاء.. مثلما أدخلت صواريخ سكود والطائرات بدون طيار!!".
ومن جانبه أكد سفير السويد لدى اليمن، نيكلاس تروفي، والذي شهدت بلاده مفاوضات صفقة الأسرى بين الشرعية والمليشيا الحوثية، أن بلاده تعتزم مواصلة الضغط للتوصل إلى وقف إطلاق النار، والتسوية السلمية عبر محادثات سياسية برعاية أممية.
ونبه إلى تكتيك مليشيا الحوثي الإرهابية لمواصلة الدفع العسكري بهدف كسب المزيد من الأرض وإطلاق الصواريخ نحو المملكة العربية السعودية، معتبرًا أنه أمر غير مقبول.
وكشف في تصريحات صحفية، اليوم الاثنين، عن إبلاغ الأمم المتحدة باستعداد السويد لاحتضان أي حوار بين أطراف النزاع، على غرار مباحثات العام 2018 عند توقيع اتفاق ستوكهولم.
وأضاف أن السويد عينت مبعوثًا خاصًا للصراع في اليمن، السفير بيتر سيمنبي، من أجل المساهمة بكل الطرق للمضي قدمًا، مشيرًا إلى مساهمة بلاده في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة منذ عام 2015 بقيمة 185 مليون دولار.