تسريح عمال الإغاثة.. خطر المجاعة على أبواب اليمن

الثلاثاء 20 أكتوبر 2020 00:53:00
تسريح عمال الإغاثة.. خطر المجاعة على أبواب اليمن

ضربت المنظمات المحلية في صنعاء جرس إنذار جديد بشأن تزايد احتمالات شبح المجاعة الذي سيقضي على الأخضر واليابس، بعد أن قامت بتسريح عمالها بعد خفض البرامج الممولة من منظمات الأمم المتحدة، وعرقلة مليشيا الحوثي لعملها، الأمر الذي يتطلب تدخلات عاجلة من المجتمع الدولي لإنقاذ الوضع القائم.

لن يكون اليمن بحاجة فقط إلى تدفق التمويلات للمنظمات الإغاثية مجددا، لكنه بحاجة أيضا إلى ضغوطات فاعلة على المليشيات الحوثية التي اعتادت على تحويل مسارات المساعدات وسرقتها لصالح تمويل عناصرها الإرهابية على جبهات القتال، وبالتالي فإن الأمر لا يعد إنسانيا فقط لكنه يعبر عن ضرورة وجود إستراتيجية سياسية ودبلوماسية وعقابية رادعة للعناصر المدعومة من إيران.

تعَول المليشيات الحوثية على تدخل أطراف دولية مختلفة لحل الأزمة القائمة بما يجعلها تستفيد مجددا من المساعدات، وبالتالي فإن أي تدخلات تستهدف عودة التمويل لابد أن يواكبها استحداث طرق جديدة لضمان وصولها إلى مستحقيها بحيث لا تترك فريسة بيد المليشيات الحوثية.

وبحسب الأمم المتحدة، لا يعرف حوالي 7.4 مليون مواطن من أين ستأتي وجبتهم التالية، وهناك أكثر من 12 مليونًا في حاجة ماسة إلى المساعدة للحصول على مياه الشرب، غير أن المليشيات الحوثية لا تعبأ بكل هذه الأرقام ولن يكون لديها مانع إذا انتهت حياة جميع هؤلاء في مقابل استمرار عدوانها الذي يدخل عامه السادس.

وأكد العديد من المنظمات الدولية أن الحوثيين يعيقون توزيع المساعدة الدولية بمحاولة فرض ضريبة 2٪ على المساعدات في مناطقهم، واتهم برنامج الأغذية العالمي العام الماضي الحوثيين بتحويل مسار المساعدات، وهدد بوقف المساعدات على مراحل.

وكان نائب الأمين العام للأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك حذّر الثلاثاء خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي من "شبح المجاعة" في اليمن، وفي أغسطس الماضي، حذرت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، ليز غراندي، من أن نقص التمويل بدأ يتسبّب بإغلاق أو تقليص برامج المنظمة الأممية في البلد الغارق بالحرب، ما يهدد ملايين السكان بالموت.

وقالت غراندي في بيان "تأثر نصف برامج الأمم المتحدة الرئيسية في اليمن جراء نقص التمويل. وقد تم بالفعل إغلاق أو التقليص لـ 12 من برامج الأمم المتحدة الرئيسية الـ 38"، بينما يواجه 20 برنامجا آخر المصير ذاته.

وبدأت منظمات محلية في صنعاء بتسريح عمالها بعد خفض البرامج الممولة من منظمات الأمم المتحدة، وعرقلة مليشيا الحوثي لعملها.

وقالت مصادر إغاثية عاملة في صنعاء لـ "المشهد العربي" إن عشرات المنظمات مهددة بالإغلاق قبل نهاية العام الجاري لنقص التمويل، وعدم قيام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) بالإعلان عن مشروعات جديدة خلال العام الجاري، بسبب ضعف التمويل من المانحين، وعرقلة مليشيا الحوثي المساعدات والمشاريع الإغاثية.

وأضافت المصادر أن الآلاف من العاملين في هذه المنظمات مهددون بالتسريح، مشيرة إلى أن المشاريع الجاري تنفيذها معلن عنها العام الماضي، وتنتهي بين شهري أكتوبر الجاري وديسمبر المقبل.

وأوضحت أن مكتب (أوتشا) وضع معايير جديدة للتقديم على التمويلات للمشاريع، وأخضع المنظمات لتقييم دقيق وهو ما سيؤثر على غالبية المنظمات العاملة وخاصة الناشئة.

ولفتت إلى أن المشاريع اقتصرت أولويتها على الاستجابة لمشاريع مواجهة كورونا والغذاء والحماية، ونبهت إلى إيقاف البنك الدولي تمويلات كانت تصرف عن طريق منظمة (يونيسف)، مؤكدة تعطل مشاريع لترميم مرافق صحية وتشغيلها.