الحملة الحوثية للجباية القسرية.. مليشيات تجيد نهب الأموال
يمثّل فرض الجبايات على التجار، إحدى السبل التي مكَّنت المليشيات الحوثية من تكوين ثروات ضحمة، في وقتٍ يعاني فيه السكان من أزمة إنسانية لا مثيل لها.
ففي الفترة القليلة الماضية، كثّفت مليشيا الحوثي من أعمال الجباية القسرية على المتاجر ورجال الأعمال في صنعاء، والمحافظات الخاضعة لها مستغلة في ذلك ذكرى المولد النبوي الشريف.
واعتقل مسحلو المليشيات مؤخرًا، العشرات من الباعة والتجار، عقب رفضهم الانصياع لأوامرهم، وعجزهم عن دفع مبالغ الجباية، وفق مصادر قالت لـ"الشرق الأوسط"، إنّ الحملة الحوثية للجباية القسرية تمكنت خلال أسبوع فقط من جمع 300 مليون ريال، أي ما يعادل نصف مليون دولار، لتمويل المجهود الحربي تحت غطاء الاحتفال بالمناسبة الدينية.
في الوقت نفسه، فرض الحوثيون على ملاك الشركات والمؤسسات والمدارس والمشافي والمطاعم والبنوك تعليق الشعارات التي تمجد المليشيات الإرهابية، وهددوا المتخلفين عن تنفيذ ذلك بعقوبات وغرامات مالية.
ما أقدم عليه الحوثيون مؤخرًا، يضاف إلى عمل طويل من قِبل المليشيات التي تمكّنت من تحقيق ثروات مالية ضخمة، عبر فرض الإتاوات والجبايات على السكان أو التجار، في المناطق الخاضعة لسيطرة هذا الفصيل الإرهابي.
ودفع التجار الثمن الأكبر في جرائم النهب والسطو وفرض الإتاوات والجبايات التي يرتكبها الحوثيون، والتي تحدث في الغالب تحت غطاء الدين، لكنّ المليشيات تهدف من ورائها لتكوين ثروات ضخمة من جانب، بالإضافة إلى العمل على تمويل مجهوها الحربي.
وفي كثيرٍ من المناسبات، قوبلت حملات الحوثية الغاشمة موجة اعتراض من قِبل تجار وباعة، ضاقوا ذرعًا مما ترتكبه المليشيات ضدهم، لكن الأمر لم يرتقِ - على الأقل حتى الآن - إلى انتفاضة عارمة، يمكن القول إنّها قد تزلزل معسكر هذا الفصيل الإرهابي.
فرض الجبايات، وهي سياسة حوثية لا تتوقّف، مكّن المليشيات على مدار سنوات الحرب، من تعزيز أرباحها ومواردها، في وقتٍ يعاني السكان من أزمة إنسانية هي الأشد بشاعة على مستوى العالم أجمع.
وبـ"لغة الأرقام"، وفيما يعيش ملايين السكان معاناة قاتمة، استطاعت مليشيا الحوثي جني أكثر من تريليوني ريال، غالبيتها لم تقيد في سجلات وزارة المالية والحسابات القومية، وذهبت لحسابات خاصة، تابعة بالطبع لقيادات المليشيات الموالية لإيران.