تصارع الحوثيين على النفوذ.. ما سر خلافات المليشيات؟
يومًا بعد يوم، تبرهن المليشيات الحوثية على أنّها فصيل إرهابي لا يشغله إلا جمع الأموال وحيازة النفوذ، بل ويدخلون في صراعات دموية في التصارع على هذه الأموال.
وكثير ما يتم الكشف عن عمليات اقتتال بين عناصر حوثية، تتصارع فيما بينها على الأموال التي تُجمع من السكان عبر جرائم النهب والسطو واسعة النطاق، وكذا من أجل كسب المزيد من النفوذ على الأرض.
صنعاء شهدت خلال الساعات الماضية، جانبًا من هذا الاقتتال الحوثي، حيث شهدت المحافظة توترًا مسلحًا بين فصائل المليشيات على خلفية احتجاز قيادي حوثي في سجن البحث الجنائي.
مصادر "المشهد العربي" قالت إنَّ مسلحين حوثيين حاصروا إدارة البحث الجنائي في شارع العدل بعد احتجاز القيادي بالمليشيات الإرهابية، المدعو حمزة الجرادي.
وأضافت أن مليشيا الحوثي احتجزت هذا القيادي عند الإضراب الشامل الذي شل المحاكم والنيابات على خلفية هجوم الجرادي على منزل رئيس محكمة شمال صنعاء القاضي عبد الله الأسطى.
وهناك وساطة تدخلت لإبعاد المسلحين الحوثيين، غير أنَّ المليشيات عزَّزت محيط السجن بأطقم مسلحة خوفًا من هجوم للإفراج عن الجرادي.
الواقعة على ضخامتها تكشف بلوغ الصراعات الحوثية حدًا كبيرًا للغاية، وسط تفاقم للخلافات التي تجمع بين الحوثيين، أملًا في الخلاص من هذا الكابوس المفزع بأن تقضي المليشيات على نفسها.
خلافات الحوثيين تعود إلى قناعة قيادات المليشيات بأنّ مستقبل نفوذهم على الأرض مرتبط بحجم اختراقهم للمؤسسات وتوسّع نفوذهم وسيطرتهم على الأرض بشكل كبير.
ولعلَّ مثل هذه الصراعات تساهم في تفكيك معسكر المليشيات الحوثية من داخلها، أملًا في أن يُمنَح اليمن فرصةً لوقف حرب طال أمدها أكثر مما يُطاق، وبات عنوانها الأكبر هي معاناة السكان على صعيد واسع.