الشرعية.. بين معاداة الجنوب وطعن التحالف
رأي المشهد العربي
لا تقتصر جرائم الشرعية ضد الجنوب على كونها استهدافًا لوطنٍ وشعب حر، لكنّها تحمل دلالات على خيانات هذه الحكومة -المخترقة إخوانيًّا - ضد التحالف العربي.
الحديث عن تنسيق مفضوح، بين حكومة الشرعية والمليشيات الحوثية، لإشعال الجبهات مع القوات المسلحة الجنوبية، خاصة في أبين والضالع.
تزامُن إشعال المواجهات فَضَح ما يمكن اعتباره تنسيقًا بين الشرعية والحوثي في معاداة الجنوب بغية فرض احتلالهم الخبيث على أراضيه، وعرقلة مساعيه الحثيثة الرامية إلى تحقيق حلم الشعب باستعادة الدولة وفك الارتباط.
لا يقتصر الأمر على ذلك، فتوجّه الشرعية الخبيث يتضمّن في الوقت نفسه طعنة خيانة للتحالف العربي، تُسدِّدها الحكومة المخترقة إخوانيًّا، لمن وقف إلى جانبها إغاثيًّا وعسكريًّا في مواجهة المليشيات الحوثية.
الشرعية تعمل بشكل واضح، على إشعال الجبهات في الجنوب، لعرقلة مساعي التحالف نحو ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، وهذا أمرٌ يُضبط عبر مسار اتفاق الرياض الذي يتعرّض بدوره لسلسلة طويلة من الخروقات الإخوانية.
الشرعية من خلال هذا المخطط الخبيث، تحمل عداءً مفضوحًا للتحالف العربي، وبالوقت نفسه تنبري في إطار تنفيذ توجيهات تتلقّاها من قطر وتركيا، وهذا المحور الطاغي يستغل الهيمنة الإخوانية على معسكر الشرعية، وبالتالي يحرّكها كما يحلو له وفقًا لخدمة مصالحه في المقام الأول.
طعنات الشرعية للتحالف كبّدت الأخير تأخُّر حسم الحرب عسكريًّا، لا سيّما أنّ الحكومة "إخوانية الهيمنة" ارتكبت العديد من الجرائم المتعلقة بتسليم المواقع الاستراتيجية للحوثيين ، وتجميد الجبهات الحيوية مع المليشيات، وهو ما برهن في الأساس على أنّ الحرب على الحوثيين ليست معركة الشرعية.
الجنوب لا يقف صامتًا أمام مؤامرات الشرعية الخبيثة، وتُبلي قواته المسلحة أعظم البلاء في التصدي لاعتداءات لم تتوقّف المليشيات الإخوانية عن ارتكابها طوال الوقت، من منطلق حق الدفاع عن النفس.
التحالف العربي من جانبه، يجب أن يعي خطورة الاختراق الإخواني لمعسكر الشرعية، وكيف أنّ التيار الموالي للدوحة يعرقل جهود التحالف في محاربة المشروع الحوثي ومن ورائه مؤامرات إيران في المنطقة برمتها.