جبهات الحديدة المشتعلة.. بين التصعيد الحوثي وحتمية الاستفاقة الأممية
تواصل المليشيات الحوثية، تقديم الأدلة على خبث نواياها ومساعيها نحو إطالة أمد الحرب، عبر تصعيد عسكري يُجهِض أي توجهات نحو الحل السياسي.
ففي الساعات الماضية، شهدت مناطق متفرقة في محافظة الحديدة هجمات حوثية متفرقة، حيث شنَّت مدفعية المليشيات الإرهابية اعتداءات بالقذائف المدفعية، طالت مجمع سيتي ماكس ومجمع أخوان ثابت الصناعي والتجاري، شرق مدينة الحديدة.
واستخدمت المليشيات الحوثية، وفق مصادر محلية، قذائف هاون بعيارات 82 و60 في هجماتها المكثفة، بالتزامن مع استهداف المدنيين بالأسلحة الرشاشة.
ميدانيًّا أيضًا، اشتبكت القوات المشتركة، مع متسللين من مليشيا الحوثي، في مدينة حيس جنوب الحديدة .
ونجحت وحدات القوات المشتركة المرابطة شمال غرب حيس، في التصدي لعناصر المليشيا الحوثية، وأجبرتها على التقهقر.
كما شنّت مليشيا الحوثي الإرهابية قصفًا مدفعيًا على مفرق سقم جنوب مركز مدينة حيس، استهدف الطرق الرئيسية.
هذا التصعيد الحوثي الذي يتكرّر بشكل يومي، يحمل رسالة من المليشيات تبرهن على خبث نواياها، وعملها على إطالة الحرب على صعيد واسع.
ودائمًا ما تقف المليشيات الحوثية حجر عثرة أمام جهود أممية ترمي إلى محاولة التوصّل إلى حل سياسي، وذلك من خلال سلسلة طويلة من الخروقات العسكرية التي لا تتوقّف أبدًا.
ولعل الدليل الأبرز على خبث نوايا الحوثي في هذا الإطار هي حجم الخروقات والانتهاكات الضخمة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية لبنود اتفاق السويد، الذي وُقِّع في ديسمبر 2018، ونُظر إليه بأنّه خطوة أولى نحو تحقيق السلام، لكنّ المليشيات أفشلته بارتكاب أكثر من 15 ألف خرق.
الإصرار الحوثي على التصعيد العسكري يتزامن مع جهود متصاعدة تبذلها الأمم المتحدة من أجل التوصّل إلى حل سياسي ملزم، يمنح الحرب العبثية استراحة بعدما طال أمدها أكثر مما يُطاق.
وبات لزامًا على المجتمع الدولي أن يُغيِّر من استراتيجيته في التعامل مع الأزمة المعقدة، ومفاد ذلك هو ضرورة العمل على إلزام الحوثيين على السير في طريق السلام وذلك عبر تحركات استباقية، دون أن تنتظر الأمم المتحدة أن تجنح المليشيات من نفسها نحو الحل السياسي، لأن هذا الأمر يظل مستبعدًا بشكل كبير للغاية.
وأصبح في نظر الكثيرين أنّ استمرار الاستراتيجية الأممية على وجهها الراهن، ستكون بمثابة ضوء أخضر أمام المليشيات الحوثية نحو الاستمرار في حربها العبثية، لدرجة أنّ البعض بدأ يتهم الأمم المتحدة بأنّها شريك في جرائم الحوثي، وذلك عبر "الصمت المدقع".