سرطان الأحمر يكتب نهاية الشرعية
رأي المشهد العربي
لم تكن التعيينات التي أجراها جنرال الإرهاب علي محسن الأحمر، في هيئات ومؤسسات مختلفة تابعة للشرعية وضمت عددًا من أقاربه ومرافقيه، إلا استكمالًا لعملية التمكين التي سعى إليها الأحمر منذ أن تولى منصبه وكان سببًا في أن يصبح جيش الشرعية بمثابة مليشيات متحالفة مع الحوثيين لخدمة مصالح قطر وتركيا وإيران.
يمكن وصف نفوذ الأحمر داخل الشرعية بـ"السرطان"، الذي انتشر في جميع أنحاء جسدها، وتسبب في تدمير الخلايا والحواس والأعضاء إلى أن أضحت ميتة بانتظار إعلان وفاتها، إذ وجدت الشرعية نفسها من دون مكاسب على الأرض في أعقاب تسليم جبهات الشمال، إلى جانب أنها لم تستطع أن تجد لها نفوذًا في الجنوب.
عمد محسن الأحمر على نشر نفوذه داخل الشرعية من خلال مسارات مختلفة، أولها قوات الجيش ودعم تعيين المدعو محمد علي المقدشي وزيرًا للدفاع في حين أنه لا يملك أي خبرات أو تاريخ عسكري وبدا أن تعيينه استهدف بالأساس إلحاق مليشيات الإخوان والتابعين لحزب الإصلاح داخل قوات الجيش، مع تسريح أي قيادة عسكرية من الممكن أن يكون لها ثقل على الأرض، وذلك لصالح دعم المشروع الإخواني الإيراني.
لدى الأحمر نفوذ أيضًا في المؤسسات الدبلوماسية التابعة للشرعية والتي تحولت من كيانات تعمل بكل قوة لفضح العدوان الحوثي إلى أماكن تأوي العديد من الإرهابيين والأشخاص الذين ليس لديهم علاقة بالسلك الدبلوماسي سوى أنهم محسوبون على حزب الإصلاح الذي يتبع الأحمر، وهو ما ضاعف من فضائح ومخالفات السفارات الخارجية خلال السنوات الأخيرة الماضية.
سرطان الأحمر انتشر داخل العديد من أجهزة السلطة المحلية، لتسهيل أعمال تهريب الأموال والسلاح والمخدرات إلى الداخل باعتبارها التجارة الأكثر ربحًا لمليشيا الإخوان الإرهابية، إلى جانب عرقلة أي محاولات لتطهير الشرعية، التي تحولت مؤسساتها إلى خلايا إخوانية تهيمن على قواعد العمل داخل الوزارات، الأمر الذي يُعقد مهمة التعامل مع نفوذ تنظيم الإخوان الإرهابي، المتورط الأول في محاربة المواطنين الجنوبيين بالخدمات.
يستهدف الأحمر تحقيق جملة من الأهداف وراء تلك الهيمنة، فهو يحاول الحفاظ على موطئ قدم بالشرعية حتى وإن جرت الإطاحة به، كما أنه يستهدف الحفاظ على نفوذ مليشيات الإصلاح التي مُنيت بخسائر سياسية وعسكرية عديدة خلال الفترة الماضية، وبالتالي فإن وجودها في مؤسسات حساسة من الممكن أن يحافظ على قدر من المكاسب السياسية مستقبلًا.
يعمل الأحمر لخدمة التنظيم الدولي للإخوان، وأجندته المدعومة قطريا لإطالة أمد الصراع، وتخريب المؤسسات، وإخضاعها لأشخاص بعينهم، تجمعهم روابط مشتركة مع مليشيات الحوثي الإرهابية، لعرقلة التحالف العربي عن دحر المليشيا، ضمانا لاستمرار الوضع الحالي والحفاظ على مكاسبه.