الهجمات الحوثية على المناطق السكنية.. لماذا تتعمّد المليشيات تفاقم المأساة؟
على مدار أكثر من ست سنوات هي أمد الحرب الحوثية، ارتكبت المليشيات الموالية لإيران العديد من الجرائم والانتهاكات التي استهدفت السكان بشكل مباشر.
ففي أحدث الاعتداءات الحوثية، جدّدت المليشيات اليوم الجمعة، اعتداءاتها على قرى غرب مديرية التحيتا بجنوب الحديدة.
وشنّت مدفعية المليشيات الحوثية، هجومًا مكثفًا على السكان بقصف بقذائف الهاون وقذائف (بي 10) وصواريخ الكاتيوشا.
هذه الهجمات تأتي استئنافًا من المليشيات لتصعيدها العسكري، حيث قصفت قبل ساعات أيضًا منفذ سقم جنوبي حيس، لتعطيل حركة السير، وترويع المواطنين، إمعانًا في جرائمها تجاه أهالي الحديدة.
هجمات الحوثي العسكرية تمثّل استهدافًا مباشرًا ضد المدنيين، وله أهداف شديدة الخبث من قِبل المليشيات ضد السكان الموالية لإيران على صعيد واسع.
وتعمد المليشيات من خلال القصف المستمر ضد المناطق السكنية، إلى تعقيد الأزمة الإنسانية ضد المدنيين على صعيد واسع، وهو ما يُشكّل تهديدًا مباشرًا بإطالة أمد الحرب.
وصنعت الحرب الحوثية مآسي إنسانية شديدة البشاعة، جعلت من الأزمة الراهنة هي الأفدح على مستوى العالم، ولا شك أنّ المليشيات تعمد إلى تعقيد الأزمة بشكل أكثر فداحة عملًا على إطالة أمد الحرب.
وتدرك المليشيات الموالية لإيران أنّ بقاءها مرتبط بشكل رئيسي بأن تتفاقم الأزمة الإنسانية على صعيد واسع، باعتبار أنّ هذا الأمر يترك الأمر مفتوحًا مع فوضى مجتمعية واسعة النطاق.
الهجمات الغادرة التي تشنها المليشيات الحوثية أحدثت أزمة إنسانية، تضمّنت - مثالًا لا حصرًا - زيادة معدلات سوء التغذية المرتفعة تعقيدًا بسبب نقص الغذاء وممارسات التغذية السيئة والأداء دون المستوى لأنظمة الصحة والمياه والصرف الصحي، وتفشي الأمراض وتدهور الاقتصاد.
وهناك 80% من السكان عليهم مديونيات ويكافحون لدفع ثمن الغذاء والماء والمواصلات والخدمات الصحية الضرورية.
ويواجه ما يتراوح بين 1,8 وَ 2,8 مليون طفل خطر الوقوع في براثن انعدام الأمن الغذائي الحاد مع إمكانية تعرض عدد أكبر بكثير من ذلك لسوء التغذية الحاد الوخيم المهدد للحياة.