نفط شبوة ومؤامرة الأشرار.. نظرة على التجارة الرخيصة بين الحوثي والشرعية
علاقات تقارب خبيثة تلك التي تجمع بين حكومة الشرعية والمليشيات الحوثية الموالية لإيران، التي تتجلّى في إحدى صورها في عمليات تهريب النفط بين الجانبين.
المليشيات الإخوانية التي تحتل عدة محافظات بالجنوب إداريًّا تمارس تهريبًا للنفط والأسلحة مع المليشيات الحوثية، وهو ما يفضح خبث حكومة الشرعية التي تتخذ الحرب ستارًا من أجل التوسّع في جرائم نهب الأموال وكسب مزيدٍ من النفوذ.
الجريمة الإخوانية كشفها مدير عام شركة النفط فرع ساحل حضرموت خالد العكبري، الذي قال في تصريحات تلفزيونية، إنّ فرع شركة النفط في شبوة، عبر شركة النفط في ساحل حضرموت، تستورد بواخر من المشتقات النفطية وتقوم ببيعها لمحافظات أخرى بالسعر المخفض، ولا تنقلها لتوزيعها في شبوة.
تصريحات العكبري تتضمّن إشارة إلى أنّ تورّط شركة النفط في شبوة بيع المشتقات النفطية للمليشيات الحوثية، في ظل أزمات نقص الوقود في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
إقدام السلطة الإخوانية المحتلة لمحافظة شبوة بقيادة محمد صالح بن عديو على هذا النهب والمتاجرة مع الحوثيين، يأتي وفي وقتٍ تعاني فيه محافظة شبوة من أزمات نفطية ضخمة للغاية، تصنع كثيرًا من الأعباء على المواطنين هناك.
المليشيات الإخوانية لها باع طويلة فيما يتعلق بجرائم نهب ثروات الجنوب، وفي مقدمتها النفط التي تزخر به محافظة شبوة، بل والملفت أيضًا أنّ قيادات الشرعية تدخل في صراعات فيما بينها من أجل الاستئثار بهذه الثروات، لملء خزائنهم بكثيرٍ من الأموال.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ إقدام الإخوان على تهريب النفط إلى الحوثيين أمرٌ يُضاف إلى الأدلة التي فضحت حجم التقارب الخبيث بين الشرعية والمليشيات الموالية لإيران.
وفي الواقع، لم تكن العلاقات بين هذين الجانبين بحاجة إلى مزيدٍ من الأدلة لتُفتضح أكثر، وذلك بالنظر إلى حجم استثمارات قيادات الشرعية، لا سيّما الإرهابي علي محسن الأحمر، في مناطق الحوثيين، وهي استثمارات تتمتع بتأمين كامل من قِبل المليشيات؛ تعبيرًا عن حجم التقارب فيما بينهما.
وبالعودة للحديث عن تهريب النفط فيما بينهما، فقبل أسابيع شهدت محافظة تعز حادثتي انقلاب ناقلتي نفط، جاءتا لتفضح مزيدًا من التقارب الحوثي الإخواني.
وفي التفاصيل، وقعت حادثتان لناقلتي نفط في نقيل الأشروح بمديرية جبل حبشي، غرب محافظة تعز، في حوادث كشفت إتساع دائرة تهريب المحروقات من مناطق مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية، إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي وجنوب وغرب محافظة تعز.
المصادر المحلية التي تحدثت آنذاك، كشفت أنَّ عمليات التهريب تنشط بعلم السلطة المحلية في المديرية وأمنها، وقالت إنَّ عناصر من عصابات مليشيا الحشد الشعبي الإخوانية تؤمن عمليات التهريب مقابل عمولات يومية.
وفيما تنجلي الحقائق يومًا بعد يوم، فإنّ الشرعية تبرهن على أنّها عبارة عن فصيل مليشياوي لا يشغله إلى جمع الأموال وتكوين الثروات، وأنّ هذه الحكومة المخترقة إخوانيًّا لا تشغلها أبدًا الحرب على الحوثيين لكنّها تتستر وراء هذه العباءة من أجل تمرير أجندتها الخبيثة وتحقيق مصالحها.
كما أنّه بات واضحًا كذلك أنّ الشرعية التي تحتل الجنوب إداريًّا وتغرس بذور إرهابها في مؤسساته، بات شغلها الشاغل هو نهب ثروات الجنوب، لا سيّما نفط شبوة، الذي أصبح وسيلة للتربح الإخواني وبل وللمتاجرة رخيصة الخُلق، لكنّها مثمرة ماليًّا مع المليشيات الحوثية.