«الفقاعة الصحية» صمام أمان دوري أبطال آسيا ومونديال الأندية
وسط المخاوف في العديد من بقاع العالم بسبب الموجة الجديدة من الإصابة بعدوى فيروس "كورونا" المستجد، أصبح نجاح فكرة "الفقاعة الصحية" مصدر الاطمئنان وصمام الأمان الوحيد لفعاليات البطولات الرياضية المختلفة.
وخلال الشهور القليلة الماضية، نجحت هذه "الفقاعة" في تمهيد الطريق أمام استئناف عدد من البطولات في القارة الأوروبية، ومنها مسابقة دوري أبطال أوروبا التي استكملت في العاصمة البرتغالية لشبونة في ظل إجراءات وقائية واحترازية مشددة للحد من تفشي الإصابات بفيروس "كورونا" بشكل أكبر.
وانتقلت التجربة إلى القارة الأسيوية حيث استضافت العاصمة القطرية الدوحة فعاليات ما تبقى من دور المجموعات وكذلك الأدوار النهائية لبطولة دوري أبطال آسيا لكرة القدم على مستوى منطقة غرب القارة خلال الفترة من 14 سبتمبر الماضي وحتى الثالث من أكتوبر الحالي.
وأقيمت مباريات هذه الدورة المجمعة في ظل إجراءات صارمة تضمن التحرك المحدود والآمن لجميع المشاركين ضمن نطاق يقتصر على مقار الإقامة وملاعب التدريب والاستادات، لضمان سلامة جميع اللاعبين والمنظمين وغيرهم خلال المشاركة في البطولة.
وشملت التدابير الوقائية خضوع جميع المشاركين لفحص (كوفيد-19)، واستخدام وسائل نقل آمنة، والتعقيم المنتظم لكافة استادات البطولة ومواقع التدريب ومرافق الإعلام إضافة إلى تخصيص أطقم طبية في الاستادات طوال فترة المنافسات.
وناقش خبراء في قطاعات الصحة والسلامة والمنافسات خلال ندوة عبر تطبيق "زوم" بعنوان "استضافة الأحداث الرياضية الكبرى في ظل أزمة كوفيد-19" شاركت فيها وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) ، الإجراءات التي اتخذتها قطر والدروس المستفادة التي يمكن تطبيقها في تنظيم أحداث رياضية بالمستقبل في ظل الوباء العالمي.
وقال الدكتور عبد الوهاب المصلح مستشار وزير الصحة العامة لشؤون الرياضة والطوارئ خلال مداخلته في الندوة :"فرض علينا انتشار فيروس كورونا المستجد حول العالم واقعا جديدا تطلب منا ضرورة اللجوء لحلول نوعية تضمن أمن وسلامة جميع المشاركين في المنافسات الرياضية. وعليه، اتبعنا منهجا يضمن خضوع كافة المشاركين للفحص قبل دخولهم إلى دائرة العزل الطبي الصارمة، ولم يسمح لأحد بتجاوز هذا النطاق الآمن لضمان سلامة الجميع".
وأوضح :"أجرينا خلال منافسات البطولة أكثر من 7900 فحص، ولم تتجاوز نسبة الحالات الإيجابية 7ر1% وهو معدل منخفض للغاية مقارنة بالمعدلات السائدة بالدولة".
وأضاف المصلح: "في حال المقارنة بين عدد الفرق المشاركة في منافسات دوري الأبطال لغرب القارة وعدد الفرق المتوقع مشاركتها في بطولة كأس العالم في العام 2022، ستجد أنها بمثابة نسخة مصغرة من المونديال، وتبلغ النصف تقريبا، من حيث أعداد الفرق والأفراد. أفادتنا التجربة كثيرا في ظل التحسين المستمر لخطط السلامة الصحية على صعيد البطولات الرياضية الكبرى، وصقل مهارات وقدرات الفرق المحلية العاملة في هذا المجال، بما يرفع من استعداداتنا للحدث الأكبر، مونديال قطر 2022 بعد نحو عامين من الآن".
وفي ظل نجاح التجربة والجهود التي بذلتها الأطقم الطبية للخروج بهذه الدورة المجمعة إلى بر الأمان، قرر الاتحاد الآسيوي منح قطر حق استضافة نفس الفعاليات على مستوى شرق القارة خلال الفترة المقبلة وبالتحديد من 18 نوفمبر إلى 13 ديسمبر المقبلين وسط تدابير احترازية صارمة لضمان صحة وسلامة اللاعبين والإداريين وأعضاء اللجنة المحلية المنظمة.
وصرح جوردون بيني مدير إدارة الصحة والسلامة في اللجنة المحلية المنظمة بأن أحد أسباب نجاح تجربة منافسات غرب القارة وجود "اتصالات واضحة بين كافة الأطراف، والتأكد من إطلاع الجميع مبكرا على الإجراءات المقررة".
وقال بيني :"كان تضافر الجهود بين جميع الأطراف المشاركة في العملية التنظيمية والتواصل المفتوح بينهم أحد العوامل الرئيسية لنجاح منافسات البطولة المجمعة لمنافسات غرب آسيا ما حدا بالاتحاد الآسيوي لتجديد ثقته في دولة قطر بتنظيم ما تبقى مباريات البطولة لمنطقة شرق القارة وصولا للمباراة النهائية".
وأضاف :"لا يخفى على أحد مدى استفادتنا من تلك التجربة الثرية. دولة قطر تضع الآن معيارا جديدا يحتذى به حول العالم للسلامة والتدابير الصحية، وسنضيف إليها المزيد من الدروس المستفادة خلال تنظيم العديد من الفعاليات التجريبية خلال الفترة القادمة وفق المنهج الفريد الذي رسمته قطر".
وفي حالة تكرار نفس النجاح على المستويين التنظيمي والصحي في منافسات شرق القارة، سيكون هذا بمثابة حافز إضافي على إقامة فعاليات بطولة كأس العالم للأندية في الدوحة في أقرب فرصة ممكنة في ظل التوقعات بتغيير موعد البطولة نظرا للتأخر المنتظر في تتويج بعض أبطال القارات وخاصة بطل كأس ليبرتادوريس التي استأنفت فعالياتها مؤخرا ومن غير المتوقع تتويج بطلها باللقب قبل الموعد المقرر سابقا لمونديال الأندية في قطر خلال ديسمبر المقبل.