المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة المناصفة
صالح أبو عوذل
- عن الحوار السياسي بين قيادة الانتقالي و المقاومة الوطنية
- المجلس الانتقالي الجنوبي.. مشروع دولة أم حزب سياسي معارض؟
- الشرعية اليمنية والدرس المصري البليغ
- الإمارات .. حليفنا الصادق والوفي
خلال اليومين الماضيين تابعت ما ينشره الذباب الالكتروني، بشأن تشكيل حكومة المناصفة، فاليوم الأول لـ"تسريبات قرب التوصل إلى تشكيل حكومة المناصفة"، اجتهد بعض الذباب الالكتروني في محاولة نفي التسريبات، ويبدو أن الأمر تغير حالياً، فالذباب ذاته ينشر اليوم بأن "المجلس الانتقالي الجنوبي"، حصل على أربع حقائب وزارية "هامشية".
أضحكني أحدهم "ارتمى قبل شهور في حضن الحوثي"، خرج مداحا "الحكومة اليمنية المؤقتة"، التي لم تعره أي اهتمام، بل إنه يبرر أن تجاهله وعدم الالتفات إليه، هو السبب الرئيس في الذهاب صوب صنعاء، وللمصداقية ليس وحده ممن فروا صوب دولة الحوثيين، ولن يكون الأخير، والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت.
ولأن العبد لله يفهم "جيداً كيف يفكر هذا الذباب"، ومن أين وكيف تأتيه المعلومات، ولا أبالغ إن قلت "إن بوستاً صغيراً"، يكفي أن تفهم ماذا تريد "حكومة التصريف"، أو ما الذي يريده بعض الوزراء الذين سيصبحون وزراء سابقين.
هناك من تنطلي عليهم مثل هكذا منشورات، ولكن "كجنوبي أثق ثقة كبيرة في المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادته ممثلة بالرئيس الرمز عيدروس الزبيدي، وثقتي هذه مبنية على قواعد أساسية صلبة، الثقة بالله جل في علاه، ومن ثم "عدالة القضية"، ووجود جيش وطني قوي مؤمن بالجنوب كوطن وهوية ولم تهزه الحرب التي تشن ضده، لا العسكرية ولا المعيشية بقطع المرتبات، وحنكة قيادة سياسية، لا تعرف المساومة..
لكن لنسأل "هذا الذباب الالكتروني. ماذا حققت "حكومة المارشال إلى اليوم؟ وما هو مستقبلها؟ هل حررت الشمال؟ هل هزمت الانقلاب الحوثي؟ ما الذي تمتلكه اليوم لكي تفاوض الحوثي؟ لأنها تدرك أن بشأن الأزمة جنوبا هو لهدف في نفس "الرياض"، التي تريد المحافظة على من يشرعن تدخلها في اليمن، وحين ترى أن لا حاجة له سوف ترميه في "الصندوق".
أوراق الابتزاز التي يتم التلويح بها هنا وهناك، لم تعد مجدية، وهذه المشاريع التي يتم التحضير لها في شبوة أو تعز، "تمثل لأقطاب إقليمية معركة مصير".
التحالف دخل اليمن لمحاربة المد الإيراني، وهزيمة الانقلاب الحوثي، وهذه معركة عبدربه منصور هادي، إذا أراد العودة إلى صنعاء ليحكم مجدداً، مع أن الحديث عن ذلك مثير للسخرية.
دخول المجلس الانتقالي الجنوبي في "حكومة مناصفة"، تأكيد على رغبته في السلام، والمضي قدماً في مشروع يرى المجلس أنه جزء منه، لكن لا يمكن المساومة على الجنوب وقضيته العادلة.
تشكيل حكومة المناصفة "هي فرصة أخيرة"، امام حكومة تريد أن تحكم البلد وتنهب ثرواته وهي تتبجح في فنادق الرياض، وإن انقطعت عليها الصرفة "ذهبت للحديث عن أن هوية اليمن "عثمانية"، وأن أردوغان خليفة المسلمين الخامس.
فرصة أخيرة.. ان كانت هناك جدية لتوجيه بوصلة الحرب صوب الشمال وهزيمة الانقلاب الحوثي، والا فالجنوب ليس لقمة سائغة لأحد بعد اليوم..
تتشكل حكومة المناصفة ويذهب الجميع لاستعادة صنعاء، ما لم فالجنوب لن يكون وطنا بديلا لأحد، ومن يريد يكرر "هروب الاربعينيات والخمسينيات والستينيات" صوب عدن، نقول له عفواً، هذا البلد ليست وطنا بديلا لك، ابحث عن طريقة تتعايش فيها مع الأماميين الجدد، فـ"المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين".