المفخخات الحوثية.. كيف دمّرت العملية التعليمية؟
خسائر كبيرة طالت قطاع التعليم في اليمن، من جرّاء الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014.
وتوثِّق العديد من التقارير الدولية، حجم الأضرار التي طالت قطاع التعليم بشكل كبير للغاية، أحدثها ما كشفته اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تحدَّثت عن انقطاع مليوني طفل عن التعليم والالتحاق بالمدارس في اليمن.
اللجنة الدولية قالت في تغريدة على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي موقع "تويتر"، إنّ هناك أطفال يواصلون تلقي التعليم في مدارس مدمرة.
يقدّم هذا البيان المقتضب جانبًا من التوثيق المرعب لحجم الأضرار الضخمة التي طالت قطاع التعليم في اليمن على صعيد واسع، بالنظر للجرائم التي دأبت المليشيات على ارتكابها.
مثالًا لا حصرًا، هدَّدت المليشيات الحوثية، مؤخرًا، بإغلاق 45 مدرسة أهلية في مدينة صنعاء، وذلك في ظل تزايد عمليات التضييق والابتزاز ضد المنشآت التعليمية الخاصة.
وزارة التربية في حكومة المليشيات "غير المعترف بها" وجّهت مذكرات إلى 45 مدرسة أهلية تنذرها بالإغلاق، وبررت المذكرات التهديد بالإغلاق لمخالفات وفق لائحة جديدة وضعتها المليشيات الحوثية لابتزاز المدارس الخاصة.
الجرائم الحوثية لم تقف عند هذا الحد، ففي كثيرٍ من الأحيان شنّت المليشيات اعتداءات غاشمة على مبانٍ تعليمية أسفرت عن خروجها عن الخدمة، وبالتالي تعطيل العملية التعليمية بها، وحرمان أعداد كبيرة من الطلاب من الحصول على هذا الحق.
عدوانيًّا أيضًا، عملت المليشيات الحوثية كذلك على تحويل المدارس الحكومية إلى خاصة، في إطار رغبتها بجمع الأموال والترويج لأفكارها العنصرية، وقد تم تغيير أسماء المدارس، من أجل تنفيذ تلك الفكرة، ما ينعكس على اختفاء التعليم الحكومي.
جرائم الحوثي ضد قطاع التعليم ذهبت إلى حد نهب الأموال كذلك، فمؤخرًا مثلًا فرضت المليشيات رسومًا على المدارس التي حولتها من حكومية إلى خاصة، تصل إلى 65 ألف ريال من الصف الأول إلى الصف السادس، وترتفع بعد ذلك مع مرور السنوات الدراسية لتبلغ 95 ألف ريال.
أمام هذا الوضع، فإنّ الجرائم الحوثية تجاه قطاع التعليم يمكن القول إنّها تستهدف إحداث تعطيل كامل لقطاع التعليم وحرمان ملايين الأطفال من الحصول على هذا الحق الأصيل، من منطلق أنّ المليشيات تستهدف الحيولة دون توفير هذا الحق الأصيل.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ المليشيات الحوثية تستهدف من وراء تعطيل العملية التعليمية إلى الاستفادة من الأطفال في التجنيد والزج بهم في جبهات القتال، إضافة إلى وضع مناهج تدعو للطائفية والكراهية.