الضغط على الحوثي والشرعية.. دور ملزم لإنجاز مسار السلام
فيما طال أمد الحرب الراهنة إلى حدٍ لا يعد يُطاق على الإطلاق، تتوالى الدعوات الموجّهة للمليشيات الحوثية وحكومة الشرعية لإتاحة الفرصة أمام مسار السلام.
أحدث هذه الدعوات صدرت عن السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون، الذي دعا الشرعية ومليشيا الحوثي إلى إنهاء الحرب، والتوقيع على الإعلان المشترك.
السفير البريطاني طالب في تغريدة نشرها على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، اليوم الخميس، الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي وقيادة المليشيا الحوثية بالعمل بجدية مع المبعوث الأممي لليمن، من أجل تجنب كارثة إنسانية.
المليشيات الحوثية وكذا حكومة الشرعية تتقاسمان المسؤولية حول تفاقم الأزمة سياسيًّا وبالتالي تصاعد الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق، وهي أبشع أزمة على مستوى العالم.
المليشيات الموالية لإيران ارتكبت العديد من جرائم التصعيد العسكري كما أجهضت العديد من الجهود الأممية التي سعت إلى التوصّل إلى حل سياسي يوقف الحرب التي طال أمدها كثيرًا.
على الدرب نفسه، سارت حكومة الشرعية التي وقفت في عدة أحيان حجر عثرة أمام تحقيق الاستقرار السياسي، ورفضت مقترحات للحل السياسي حفاظًا على نفوذها وسيادتها في المقام الأول.
وفي الواقع، فإنّ هناك القواسم المشتركة التي تجمع بين الحوثي والشرعية، أبرزها أنّ كلًا منهما يسعى في المقام الأول للحفاظ على نفوذه ومصالحه، دون مراعاة لأي بواعث إنسانية توقف لهيب الحرب.
ممارسة الضغوط على الحوثيين والشرعية أمر شديد الضرورة بالنظر إلى الأزمة الإنسانية المرعبة التي نجمت عن الحرب العبثية الراهنة القائمة منذ صيف 2014.
ويعاني ملايين السكان من براثن أزمة إنسانية فادحة أتت على الأخضر واليابس، وهو واقعٌ لا تتحمل المليشيات الحوثية مسؤوليتها وحدها على قدر إرهابها الغاشم، بل تتقاسم معها حكومة الشرعية مسؤولية هذا الوضع المُهترئ.
وسبق أن كشفت إحصاءات أممية عن حجم المآسي التي يعيشها ملايين المدنيين في ظل سيطرة الحوثيين على بعض المناطق، حيث أقدمت المليشيات على ارتكاب كافة صنوف الانتهاكات والجرائم على النحو الذي كبّد المواطنين أعباءً لا تُطاق.
ومن جرّاء الحرب العبثية، يواجه اليمن أكبر أزمة أمن غذائي في العالم، ويعيش حوالى 20 مليون شخص في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.
كما يعيش حوالى 10 ملايين شخص 70٪ منهم أطفال ونساء يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي أي على بعد خطوة من المجاعة، وهناك نحو مليوني طفل و1,5 مليون امرأة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد.
كما أنّ هناك ثلاثة من كل خمسة أطفال بعمر يتراوح بين 5 إلى 69 شهرًا سيعانون من سوء التغذية الحاد في العام الجاري، بينما 2,5 مليون امرأة حامل ومرضعة ومسؤولات عن رعاية أطفال دون الثانية من العمر يحتجن إلى استشارات ونصائح حول أساليب الطعام وتغذية المواليد وصغار السن بعمر يوم إلى 23 شهرًا.