تركة يتقاسمها الحوثي والإخوان.. قراءة في بوصلة الشرعية العبثية

السبت 31 أكتوبر 2020 15:20:00
تركة يتقاسمها الحوثي والإخوان.. قراءة في بوصلة الشرعية العبثية

مثّل النفوذ الإخواني المهيمن على حكومة الشرعية، سببًا رئيسيًّا في تحريف بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، وهو ما كبّد التحالف العربي تأخُّر حسم الحرب على الفصيل الإرهابي الموالي لإيران.

واستطاع حزب الإصلاح غرس نفوذه الإرهابي واستطاع الهيمنة على جيش الشرعية، مدعيًّا أنّه جيش وطني، لكنّه عن تجمع مليشياوي يضم العديد من العناصر الإرهابية التي تخدم نفوذ الإخوان في المقام الأول.

الشرعية، وهي رهن الاختراق الإخواني، لم تشغل بالًا بالحرب على الحوثيين، ولا تعمل على تحرير أراضيها، بل تمادت في غيّها بأن انخرطت في علاقات خبيثة مع المليشيات، تضمّنت العمل على تسليم المواقع والجبهات لهذا الفصيل الإرهابي.

المخطط الإخواني الخبيث لم يكتفِ بذلك، لكنّه تضمّن كذلك توجيه بوصلة العداء صوب الجنوب وشعبه، وذلك من أجل احتلال أراضيه ونهب ثرواته ومصادرة مقدراته.

وعلى ما يبدو، فإنّ الشرعية تسعى لتثبيت وضعٍ ما على الأرض، يقوم على احتلال الجنوب وإسكات صوته المنادي بالتحرُّر واستعادة دولته، على أن يتم التنسيق بشكل معلن فيما بعد مع الحوثيين، من أجل وضع حل توافقي فيما بينها، وكأنها تركة يتقاسمونها فيما بينهم.

إقدام الشرعية على هذا التوجّه الخبيث يبرهن على أنّ معركتها ليست أمام الحوثيين ولكنّ ضد الجنوب وشعبه، إلا أنّ الحكومة المخترقة إخوانيًّا تروّج على أنّها تعادي الحوثيين، ضمن لعبة بروباجندا تجيدها الشرعية جيدًا.

هذه اللعبة الخبيثة التي تلعبها الشرعية - التي تستخدم من أجلها كتائبها الإلكترونية المنتشرة على صعيد واسع - تستهدف غسل سمعة الحكومة المخترقة إخوانيًّا، لا سيّما أنّ عديد الفضائح قد انهالت على المعسكر، على النحو الذي قاد إلى حشرها في بؤرة من الانتقادات، بشكل أفقدها كثيرًا من الدعم الدولي الذي حظيت به.

محاولات الشرعية لغسل سمعتها تمنى بفشل ذريع، وهذا بالنظر إلى أنّ هذه الحكومة خذلت التحالف العربي، بل وطعنته بشكل غادر من خلال علاقاتخها الخبيثة مع الحوثيين، والدليل على فشل الشرعية في هذا الإطار هو توجيه العديد من الانتقادات والاتهامات إليها بالنظر إلى توجهها العبثي.

ولعل أكثر ما فضح الشرعية، وهي رهن الهيمنة الإخوانية، هي أنّها أصبحت معسكرًا يؤوي العديد من العناصر الإرهابية، في ظل علاقات هذه الحكومة مع جماعات متطرفة، في مقدمتها تنظيم القاعدة، ويقود هذه العلاقات جنرال الإرهاب علي محسن الأحمر.

هذا المشهد العبثي الذي تنفذه الشرعية، تسبّب في تكبيد التحالف العربي تأخّر حسم الحرب عسكريًّا على المليشيات الحوثية، وهو ما يستدعي ضرورة استئصال السرطان الإخواني الذي تفشى بشكل مرعب في معسكر الشرعية، لا سيّما أنّ هذا العبث سيتفاقم بشكل أكبر بالنظر إلى حزب الإصلاح لا يشغله إلى تحقيق المزيد من المكاسب دون مراعاة لأي ضرورات أخرى.