اغتيال الوزير وصراعات أجنحة الحوثي.. هل فعلها عبدالملك؟ (تحليل)
على الرغم من المحاولات الحوثية المتواصلة لإغلاق ملف اغتيال وزير الشباب والرياضة في حكومتها "غير المعترف بها" حسن زيد، إلا أنّ تداعيات الحادثة لم تُغلق إلى الآن، وتنذر بمزيدٍ من التفكك في معسكر المليشيات.
فمنذ الوهلة الأولى للحادثة، أرجعها العديد من المحللون إلى أنّها تعود إلى صراعات الأجنحة التي تضرب المعسكر الحوثي بشكل ضخم، لدرجة أنّ الكثيرين اعتبروها قد تكون سببًا مباشرًا في انهيار المليشيات بشكل كامل، عبر أنّ يأكل الحوثيون أنفسهم.
ففي هذا الإطار، تقول صحيفة "الشرق الأوسط" إنّ مليشيا الحوثي الإرهابية سارعت إلى طي قضية اغتيال حسن زيد، بإعلان مقتل منفذي عملية اغتياله.
وبحسب الصحيفة، هناك شكوك في مسؤولية زعيم المليشيات المدعومة من إيران المدعو عبد الملك الحوثي، عن اتخاذ قرار تصفيته في سياق الصراع بين أجنحة مليشياته.
وتشير الصحيفة إلى أنّ المليشيات الحوثية الإرهابية تشهد صراعًا غير مسبوق، وتنافسًا محمومًا على الثراء والجبايات والنفوذ والمناصب؛ وبخاصةً بين جناحي صعدة، مؤكدة أن الحوثي تجاهل تقديم التعزية لعائلة زيد، طيلة يومين.
اغتيال الوزير الحوثي ليس الحادثة الأولى من نوعها في سياق صراعات الأجنحة الحوثية، لكنّ ضخامة هذه الواقعة وردود الأفعال التي أثيرت بشأنها أثارت الكثير من التوقعات بأن تؤدي إلى تفاقم الصراعات الحوثية بشكل كبير للغاية.
وإدراكًا لهذا الأمر، فقد سعت المليشيات الحوثية لإخماد فتنة اغتيال حسن زيد، وذلك بإعلانها تصفية مرتكبي الحادثة، من أجل أن تقود دفة الأحداث إلى كونها مجرد حادثة أمنية ارتكبتها عناصر خارجة عن القانون.
المليشيات حاولت إخماد فتنة صراعات الأجنحة وذلك لقناعتها بأنّ هذه الأزمة قد تعرّضها لانهيار كامل، وتكشف مدى ضعفها وتفككها على صعيد تركبيتها.
أما في الداخل الحوثي، يبقى الأمر مغايرًا لذلك فالمليشيات تعيش أيامًا قاتمة للغاية، بالنظر إلى حجم تفشي الخلافات والصراعات بين قيادات هذا الفصيل الإرهابي.
وتندلع صراعات الأجنحة الحوثية بسبب التسابق نحو الحصول على مزيدٍ من الأموال وكسب النفوذ على حسابهم بعضهم البعض، ويصل الأمر إلى حد التقاتل فيما بينهم من أجل تحقيق هذه المكاسب.
ووفق مراقبين، فإنّ استمرار هذا التصارع الدموي بين الأجنحة الحوثية سيظل أحد العوامل الرئيسية التي تدفع نحو تفكيك أواصر هذا الفصيل الإرهابي.