هجمات الحوثي المباغتة.. إرهاب المليشيات الذي يفاقم معاناة السكان
في حربٍ كبّدت الإنسانية في اليمن أزمةً شديدة البشاعة، تصر المليشيات الحوثية الموالية لإيران على إطالة أمد الحرب عبر اعتداءات عسكرية تطيل أمد الحرب.
الساعات الماضية كانت شاهدةً على مزيدٍ من التصعيد الحوثي، حيث فوجئ أهالي منطقة الجبلية بمديرية التحيتا بمحافظة الحديدة، اليوم السبت، بعدوان شنّته المليشيات المدعومة من إيران، على المنازل والمزارع.
وفي التفاصيل، كشفت مصادر محلية أنّ مدفعية مليشيا الحوثي الإرهابية أطلقت نيران مدفعيتها، مؤكدة سقوط عدد من قذائف الهاون الثقيل على المنطقة.
وبحسب المصادر، فقد عزّزت عناصر المليشيات الحوثية الإرهابية هجومها بأسلحة رشاشة عيار 14.5، مشيرة إلى أن الحوثيين هاجموا الأهالي بشكل عشوائي.
هذا الإرهاب الحوثي الذي تفاقم بشكل مرعب يتضمّن إعلانًا من المليشيات حول خبث نواياها وعملها على إطالة أمد الحرب في الفترة المقبلة، ما يعني إفشالًا لجهود أممية رمت إلى التوصّل إلى حل سياسي يخمد لهيب الحرب الملتهبة.
الخبث الحوثي تجلّى في أبشع صوره، بالنظر إلى عدد الخروقات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية لبنود اتفاق السويد الموقّع في ديسمبر 2018، وقد نُظر إلى هذا المسار بأنّه الخطوة الأولى في مسار الحرب، لكنّ أكثر من 15 ألف خرق ارتكبتها المليشيات أجهضت سبل الحل السياسي.
الإصرار الحوثي على إطالة أمد الحرب هو بمثابة إعلان رغبة من المليشيات إيذانًا بتعقيد الوضع الإنساني في ظل الأزمة الراهنة المصنّفة بأنّها الأبشع على مستوى العالم.
ففي إطار توثيقي للأزمة الإنسانية الفادحة، لا يعرف حوالي 7.4 مليون مواطن من أين ستأتي وجبتهم التالية، وهناك أكثر من 12 مليونًا في حاجة ماسة إلى المساعدة للحصول على مياه الشرب.
وهناك 80% من السكان عليهم مديونيات ويكافحون لدفع ثمن الغذاء والماء والمواصلات والخدمات الصحية الضرورية، ويواجه ما يتراوح بين 1,8 وَ 2,8 مليون طفل خطر الوقوع في براثن انعدام الأمن الغذائي الحاد مع إمكانية تعرض عدد أكبر بكثير من ذلك لسوء التغذية الحاد الوخيم المهدد للحياة.
هذا الوضع المروّع يستلزم ضرورة أن تتوقّف الحرب التي طال أمدها أكثر مما يُطاق، وفيما من المستبعد أن يجنح الحوثيون نحو التهدئة، فإنّ المهمة تظل على عاتق المجتمع الدولي لأن يمارس ضغطًا ملزمًا على المليشيات لقطع الطريق الخبيث الذي تسلكه، الرامي إلى إطالة أمد الحرب.