الانتقالي يواجه حرب النزوح بتحصين العاصمة عدن

الأحد 1 نوفمبر 2020 23:08:00
الانتقالي يواجه حرب النزوح بتحصين العاصمة عدن

اتخذ المجلس الانتقالي الجنوبي جملة من القرارات المهمة لتحصين العاصمة عدن من حرب النزوح التي تشنها الشرعية في محاولة جديدة لاختراق العاصمة الجنوبية، وقرر الانتقالي استقبال النازحين في مخيمات خارج العاصمة بما يقطع علاقة النازحين بخلايا الشرعية النائمة داخل عدن من أجل ارتكاب جرائم جنائية وإرهابية.

فشلت الشرعية في جميع الحروب التقليدية من أجل اختراق العاصمة عدن بعد طرد المجاميع الإرهابية التابعة لها في أغسطس من العام الماضي، وبدا أنه ليس أمامها سوى دفع النازحين من مأرب ومحافظات الشمال باتجاه عدن من أجل تهديد أمن العاصمة بشكل مباشر، ووضع المجلس الانتقالي كطرف لا يحترم حقوق الإنسان إذا رفض استقبالهم، وهو ما تعامل معه الانتقالي بحنكة وذكاء.

لم يرفض الانتقالي استقبال النازحين بشكل نهائي لكنه قرر إنشاء مخيمات خاصة باستقبالهم في مناطق خارج العاصمة، وذلك في خطوة تستهدف تحصين عدن من أي مخططات إرهابية قد يجري تدريبها بمشاركة هذه العناصر وهو أمر عهدت عليه الشرعية مرات عديدة، كما أن قرار الانتقالي يصد المحاولات التي تسعي لإحداث تغيير ديموغرافي في العاصمة يساعدها على استعادة نفوذها.

يرى مراقبون أن محافظ عدن أحمد حامد لملس، أبدى اهتماما بالجوانب الإغاثية والإنسانية الخاصة بالنازحين حتى لا يقع في الفخ الذي نصبته الشرعية وذهب باتجاه البحث عن منافذ يضمن من خلالها وصول المساعدات إلى النازحين بسلاسة عبر تخصيص مناطق محددة يتواجد فيها هؤلاء النازحون بما يساهم في وصول المساعدات إليهم، بدلا من انتشارهم في أماكن متفرقة وهو ما تسبب في زيادة حالات البناء العشوائي.

وتقدر أعداد الأسر النازحة إلى العاصمة عدن، بسبعة آلاف و99 أسرة بإجمالي 37 ألفا و961 فردًا، يأتون من مناطق تسيطر عليها الشرعية في الشمال بعد أن فروا هاربين من مناطق هيمنة المليشيات الحوثية.

وخلال الأسبوع الماضي توصل لقاء بين محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس، والمدير القُطري لمنظمة الإغاثة الدولية عبدالرحمن علي إلى اتفاق على تعزيز عملية التنسيق بين الطرفين، وربط أنشطة المنظمة بمكتب التخطيط والتعاون الدولي بالعاصمة.

واطلع المحافظ لملس، على أنشطة المنظمة وأبرز الصعوبات والمشكلات التي تواجه عملها، مبديًا استعداد السلطة المحلية لتذليل الصعوبات في نطاق اختصاصها.

وشدد على ضرورة تنظيم عملية النزوح إلى العاصمة، من خلال إنشاء مخيمات تأوي الأعداد الكبيرة من النازحين، مبينًا أن الأعداد الكبيرة للنازحين بعدن تسببت بإحداث العديد من المشكلات، وفي مقدمتها البناء العشوائي.

وأعرب عن أمله في أن يشهد العام القادم 2021 زيادة أعداد المُستفيدين من الأعمال الإغاثية؛ نظرًا لوجود أعداد كبيرة من المواطنين المحتاجين للمساعدات النقدية.

دعا محافظ العاصمة عدن، أحمد حامد لملس، وحدة النازحين إلى تنظيم عملية النزوح إلى عدن، عبر إنشاء مخيمات خاصة للنازحين، وطالب خلال لقائه مدير الوحدة نجيب السعدي، بالتنسيق المشترك، وإمداد السلطات المحلية بالمديريات بالإحصائيات والبيانات الخاصة بالنازحين، وتحديد مواقع بعيدة عن التجمعات السكنية المكتظة، لإقامة المخيمات.

كما اتفقت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، في اجتماعها اليوم الأحد، على العمل مع مختلف الجهات المحلية والدولية لوقف النزوح الداخلي وتدفق اللاجئين الأفارقة، واحتوائهم في مخيمات خارج العاصمة عدن.