الحشد الدولي لخطة السلام.. هل ينتشل اليمن من مأساته؟
فيما ينخرط المبعوث الأممي مارتن جريفيث في جهود أممية ضخمة ترمي إلى إحلال السلام في اليمن، فإنّ دورًا داعمًا له تمارسه أطراف دولية من أجل الدفع نحو إحلال السلام.
ففي هذا الإطار، وفي أحدث الدعم الدولي لهذه الجهود الرامية إلى إحلال السلام ووقف الحرب، شدد القائم بأعمال السفارة البريطانية سايمون سمارت، على استمرار دعم بلاده لجهود الأمم المتحدة والمبعوث الأممي لليمن.
الدبلوماسي البريطاني دعا في تصريحات صحفية، إلى ضرورة التوصل إلى سلام دائم وتحقيق الأمن بشكل كامل وفي مختلف الأنحاء.
الدفع البريطاني نحو إحلال السلام تزامن مع جهود متصاعدة يبذلها المبعوث الأممي مارتن جريفيث من أجل المضي قدمًا في خطة شاملة توقف أزيز الرصاص.
سياسيًّا، تمسك المبعوث الأممي بعدم إجراء أي تعديل إضافي على مبادرة "الإعلان المشترك"، حيث تعمل المبادرة على تهيئة الأجواء؛ لعقد جولة جديدة من المشاورات خلال شهر نوفمبر الجاري في سويسرا.
وتسلّمت حكومة الشرعية نسخة من مبادرة وقف إطلاق النار الشامل في اليمن، التي أعدها جريفيث مؤخرًا، فيما تعكف مليشيا الحوثي حاليًّا على وضع كافة الملاحظات على الخطة الأممية.
الدور الأممي الذي يرمي إلى محاولة إحلال السلام في اليمن يحمل أهمية قصوى من أجل الحرب التي طال أمدها بشكل لا يُطاق على الإطلاق.
وخلّفت الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014، أزمة إنسانية مصنفة بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم، تخلّلها أزمات حياتية لا تُطاق على الإطلاق.
من بين الإحصاءات المرعبة للمأساة اليمنية، فإنّ هناك 80% من السكان عليهم مديونيات ويكافحون لدفع ثمن الغذاء والماء والمواصلات والخدمات الصحية الضرورية.
ويواجه ما يتراوح بين 1,8 وَ 2,8 مليون طفل خطر الوقوع في براثن انعدام الأمن الغذائي الحاد مع إمكانية تعرض عدد أكبر بكثير من ذلك لسوء التغذية الحاد الوخيم المهدد للحياة.
الوضع المعيشي الذي لا يُطاق على الإطلاق يفرض ضرورة العمل على وقف الحرب بشكل عاجل، وإتاحة الفرصة أمام الحل السياسي بشرط أن يكون ملزمًا حتى لا يكون إضاعة جديدة للوقت، استنادًا إلى تجربة اتفاق السويد التي منيت بالفشل الذريع ولم يساهم في حلحلة سياسية مطلوبة.