مأساة اليمن.. ملايين على أعتاب الرصاصة الأخيرة

الأربعاء 4 نوفمبر 2020 14:23:38
 مأساة اليمن.. ملايين على أعتاب الرصاصة الأخيرة

فيما طال أمد الحرب اليمنية بشكل لا يُطاق على الإطلاق، فقد أحدثت أزمة إنسانية هي الأشد بشاعة على مستوى العالم أجمع.

ودأبت العديد من المنظمات الدولية، على توثيق الحالة المعيشية القاتمة التي يعاني منها السكان على صعيد واسع، والتي نجمت بشكل مباشر عن الحرب الحوثية.

ففي هذا الإطار، عبّرت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسف، هنريتا فور، عن انزعاجها من تدهور الوضع في اليمن.

المسؤولة الأممية قالت في بيان، إنّ حالات العدوى بفيروس كورونا ترتفع، محذرة من أن معدلات سوء التغذية لدى الأطفال وصلت لأعلى معدلاتها.

ودعت هنريتا إلى ضرورة وقف العنف، مشيرة إلى أن اليمن بحاجة إلى المساعدة الإنسانية.

وفي توثيق آخر لحجم الوضع المرعب، قال برنامج الغذاء العالمي إن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، جراء الحرب المستمرة لأكثر من نصف عقد من الزمن.

البرنامج العالمي شدد في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، على أن الأزمة من صنع الإنسان وحلها بيد الإنسان أيضا.

وقال "الغذاء العالمي" إنّه يعمل على تقديم المساعدات الغذائية الطارئة، من أجل كسر حلقة الجوع والصراع.

تُضاف هذه التحذيرات إلى سلسلة طويلة من التنبيهات التي أصدرتها منظمات أممية وعالمية من هول ما يعانيه ملايين السكان من جرّاء الحرب العبثية التي طال أمدها أكثر مما يُطاق.

والأزمة الإنسانية في اليمن هي الأشد بشاعة على مستوى العالم، ومن مصلحة المليشيات الحوثية تعقيد هذا الوضع بشكل كامل من أجل إطالة أمد الحرب، عملًا على بقائها لأطول فترة ممكنة.

وتقول تقارير أممية، إنّ في السنوات الثلاث الماضية، تم تشريد حوالي 4.3 مليون شخص في اليمن، نصفهم تقريبا من النساء، 27% منهن تحت سن 18 عاما، وهن بحاجة إلى مأوى وطعام وصحة إنجابية وخدمات استشارية كافية.

الحرب الحوثية أدت بشكل مباشر إلى إضعاف وضع النساء والفتيات في المجتمع، وكانت النتيجة تآكل آليات حماية النساء تقريبا، مما زاد من خطر تعرضهن لسوء المعاملة والعنف.

ويعاني أكثر من 4 ملايين من النازحين، غالبيتهم من النساء والأطفال، الذين يفتقرون لأبسط الخدمات مثل الغذاء والدواء والمأوي والكساء، والأمن.

هذا الوضع المرعب تتحمّل مسؤوليته بالتأكيد المليشيات الحوثية التي أشعلت حربًا عبثية طال أمدها أكثر مما يطاق، وقد بات وقف الحرب ضرورة ملحة لا يجب إضاعة مزيدٍ من الوقت في سبيلها، حفاظًا على ملايين السكان من أن تطالهم الرصاصة الأخيرة.