خلافات معسكر الشرعية.. صراعات تُجهِض فرص نجاح اتفاق الرياض

الخميس 5 نوفمبر 2020 15:10:52
 خلافات معسكر الشرعية.. صراعات تُجهِض فرص نجاح اتفاق الرياض

في الوقت الذي تتردد فيه الأنباء عن حلحلة سياسية لاتفاق الرياض، تتضمّن قرب الإعلان عن تشكيل حكومة المناصفة، فإنّ الشرعية تواصل زرع المفخخات في سبيل إفشال هذا المسار.

الحديث عن خلافات دبّت في معسكر الشرعية تؤخر - حتى الآن - إعلان التشكيل الحكومي الجديد، ضمن لعبة من التصارع على النفوذ السياسي، وبالأخص ما يرتكبه حزب الإصلاح في هذا الصدد.

وعلى الرغم من التوصّل إلى اتفاق مبدئي بين المجلس الانتقالي والشرعية برعاية سعودية على التشكيل الحكومي الجديد، إلا أنّ صراعات الأجنحة في معسكر الشرعية أطلت برأسها سريعًا على المشهد، وهو ما ينذر بإفشاله أو على الأقل تأخير إتمام وإنجاز هذه الخطوة.

وهناك تسابق على ما يبدو بين حزب الإصلاح الإخواني وجناح المؤتمر المنقسم إلى شقين، أحدهما تابع للرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي والآخر تابع لمعسكر الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، فمع إعلان قرب التوصل إلى تشكيل حكومي يضع مسار اتفاق الرياض على الطريق الصحيح، بادر قيادات نافذة في الشرعية في العمل على زراعة الأشواك في هذا المسار تخوفًا على نفوذهم في الفترة المقبلة.

وبحسب مصادر دبلوماسية جنوبية، فإنّ حزب الإصلاح يريد الحصول على مزيد من الوزارات التي منحت له في التشكيل الجديد، أمّا جناح "المؤتمر" فهو معترض في الأساس على الحصة التي منحت له.

هذا الخلاف في مسعكر الشرعية ربما يجهض آمال إنجاح اتفاق الرياض الذي يحمل أهمية استراتيجية ضرورية فيما يتعلق بالعمل على ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما أقدم على تحريف بوصلة الحرب طوال الفترة الماضية.

وحتى إذا ما عرف اتفاق الرياض طريق النجاح من خلال ممارسة ضغوط قوية على معسكر الشرعية، فإنّ المرحلة المقبلة لن يكون الاستقرار مضمونًا خلالها بشكل كبير، وذلك بالنظر إلى حالة التشتت التي تسود على معسكر الشرعية في الأساس، والتي تتضمن وجود عدة أطراف نافذة، يملك كل منها عناصر تابعة له، يحركها وفقًا لنفوذه كما يحلو له.

الجانب الآخر من المشهد يتعلق بموقف القيادة الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، مما يجري على الأرض، لا سيّما أنّ الوطن يتعرض لحرب مفتوحة تشنها المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية، الساعية إلى فرض احتلالها الغاشم على الجنوب، سواء إداريًّا أو سياسيًّا وبالأخص عسكريًّا.

وفيما يبدي "الانتقالي" التزامًا كاملًا ومرونة واضحة من أجل إنجاح اتفاق الرياض، فإنّ القيادة لا يمكن أن تترك الوطن عرضةً أمام هذا الاستهداف الخبيث، لا سيّما فيما يتعلق بالإرهاب الخبيث الذي يشنه إخوان الشرعية.

وتظل القيادة الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، مفوضة من شعبها لاتخاذ كافة الإجراءات التي تضمن أولًا حفظ أمن الوطن واستقراره، بالإضافة إلى المحافظة على مكتسبات القضية الجنوبية العادلة التي تحقّقت على مدار السنوات الماضية، وهذا يتزامن مع جهود دؤوبة يبذلها الجنوب انخراطًا إلى جانب المشروع القومي العربي في محاربة المشروع الفارسي وكذا مواجهة مساعي التمدّد الإيراني.