الجوع في اليمن.. المأساة تطرق أبواب الفصل الأخير
خلّفت الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014، أزمة إنسانية شديدة البشاعة وثّقتها العديد من التقارير الأممية والدولية، وذلك من جرّاء الاعتداءات الغاشمة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية الموالية لطهران.
ففي أحدث توثيق للمأساة الإنسانية الناجمة عن الحرب الحوثية، حذر تقرير مشترك لمنظمة الأغذية والزراعة، وبرنامج الأغذية العالمي، اليوم الجمعة، من انزلاق عدة بلدان إلى المجاعة إذا تدهورت أوضاعها، على رأسها اليمن.
التقرير قال إنّ اليمن، بالإضافة إلى دول بوركينافاسو ونيجيريا وجنوب السودان تعد نقاطًا ساخنة لانعدام الأمن الغذائي الحاد، وأوضح أنّها تعاني من مزيج من الصراع والتدهور الاقتصادي والظواهر المناخية المتطرفة وتفشي فيروس كورونا.
التقرير الأممي نبّه إلى أن تصعيد النزاع، بالإضافة إلى الانخفاض في وصول المساعدات الإنسانية يمكن أن يؤديا إلى خطر المجاعة.
ودعا التقرير، إلى إجراءات عاجلة لتجنب حالة طوارئ كبرى، في غضون ثلاثة إلى ستة أشهر، تعتمد على كيفية تطور الوضع في البلدان الأكثر عرضة للخطر، وأسعار الغذاء وتداعيات تفشي فيروس كورونا، وهطول الأمطار والحصاد، ووصول المساعدات الإنسانية، واستعداد الجهات المانحة لمواصلة تمويل المساعدات الإنسانية.
هذا التقرير الأممي يوثّق الأزمة الإنسانية الفادحة التي نجمت عن الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014، والمصنّفة بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم.
ويعاني ملايين السكان من أزمة نقص حادة في الموارد الغذائية، ولا يجد الكثيرون سبيلًا للحصول على حصص غذائية من جرّاء الفقر الحاد الذي استشرى على صعيد واسع، فضلًا عن أزمة سوء التغذية التي تفاقمت كثيرًا.
وقبل أسابيع، حذّر الاتحاد الأوروبي من تفشي موجة أضخم من الجوع، حتى أصبح هذا الجوع بمثابة غول يلتهم حياة السكان على صعيد واسع.
هذا الوضع المروّع لا شكّ أنّ المليشيات الحوثية تتحمّل المسؤولية الكاملة عنه، وذلك بالنظر إلى الجرائم العبثية التي ارتكبها هذا الفصيل الإرهابي، وفي مقدمتها جرائم نهب المساعدات التي فاقمت حالة الفقر وضاعفت معدلات الجوع على صعيد واسع.