التظاهر ضد التحالف والعودة فاتحا ! ..

الدعوة التي أطلقها وزير في حكومة الشرعية للتظاهر ضد دول التحالف العربي التي اتهمها باعتقال الرئيس هادي ، دعوة خطيرة جدا ، وتهمة كبيرة جدا ، ومؤشر لتحالفات جديدة على وشك الظهور تتجه إليها الشرعية على أنقاض تحالفها المزعوم مع التحالف العربي ، وهي ؛ أي الدعوة من الوزير الذي غادر عاصمة الجنوب عنوة وتهديده بعودته إلى الجنوب فاتحاً ، ورغم عدم أهمية الوزير وقلة وزنه لكن يجب أخذ ذلك التهديد على محمل الجد ، فهو تعبير أمين عما تكنّه نفسه من عِداء تجاه الجنوب وعِداء تجاه دول التحالف العربي ، منطلقاً من قناعات وخطط سرية يعرف اقتراب زمنها المشروط بتغيير التحالفات وليس مصادفة أن يتزامن تغيير وزير خارجية ترامب بوزير متشدد من متطرفي الصهيونية المسيحية في نفس اليوم ، وبدون شك فإن الجنوب العربي يقع في عمق دائرة الصراع اليمني والإقليمي والدولي .

وكما لم تحسم الحرب الموقف لصالح الشرعية فإن الحلول السياسية هي الأخرى لن تصل إلى نتائج أفضل ؛ لأن المتنفذين في الشرعية تحركهم قوى خفية تستهدف استنزاف دول التحالف وإرهاقها قبل ساعة الصفر التي تنتظرها كل أطراف الصراع اليمني لتعبّر عما بداخلها بنفس ما جاهر به الوزير , وستكون حجتها لإشهار تحالفها الجديد المعادي لدول التحالف و ' القضية الجنوبية ' ، وهو ما يجب على دول التحالف العربي وعلى قيادات الجنوب الوطنية إدراكه وسرعة دعم بناء دولة الجنوب العربي المستقلة ، كي لا يتمكن المخطط الجديد وتهديد الوزير اليمني بالعودة إلى الجنوب غازياً وفاتحاً بجيوش فارس وأردوغان ، وكأن الجنوب العربي ليس بلدا عربيا مسلما  ، وهذا المنطق يكشف سر العمليات الإرهابية والاغتيالات التي تستهدف كوادر وقوات الجنوب شريكة التحالف العربي ولا يمكن فصل جريمة مطبخ الخير اليوم بمعزل عن التهديد بالعودة إلى فتح الجنوب ، طبعاً ليس بقوة ذلك الوزير وجيوشه ولكن يهدد - كما يتمنى - بقوة تحالفه الجديد الذي يوشك أن يتم إعلانه مع محور الشر المتحفز لتمزيق المنطقة ، وهو التحالف القائم عمليا سرا منذ حرب 2015 على الجنوب.

إن اضطراب الأهداف والتردد أساساً  لكل الشرور يستغله المغامرون لتحقيق أطماعهم غير المشروعة والعبث بمصير بلدهم ولن يوفروا مصير بلدان جوارهم متى ما ظهرت الفرصة ليعودوا فاتحين للجنوب وما هو أبعد من الجنوب وذلك كله ما يوجب سرعة مغادرة التردد الراهن وزجر وتأطير الطامع المغامر المدمر لوطنه وجيرانه على احترام الحق ووجوب التخلي عن تلك الأطماع التوسعية القاتلة والحيلولة دون تنفيذ مخططات أعداء الأمة العربية .