الإخوان يهربون إلى البحر بحثًا عن المال التركي
رأي المشهد العربي
برهن ذهاب محافظ شبوة الإخواني المدعو محمد بن عديو باتجاه تدشين ميناء جديد على ساحل بحر العرب على أن العناصر الإخوانية أضحت تعاني حصارًا محكمًا فرضته عليها القوات المسلحة الجنوبية، ما كان دافعًا لها للهرب نحو البحار من أجل إيجاد ثغرة لإدخال المال الذي تتلقاه من قوى إقليمية معادية تتمثل في قطر وتركيا.
هناك أبعاد عديدة وراء الخطوة الإخوانية الأخيرة، فهي بمثابة شرارة توتر في محافظة شبوة ومحافظات الجنوب بوجه عام، لأن إيجاد منفذ جديد تسيطر عليه مليشيات الإخوان يعني أنه سيكون بمثابة معبر لتهريب الأسلحة والمخدرات والعناصر الإرهابية، وهو أمر عمد التحالف العربي على تلافيه سابقًا بتأمين الجنوب وتحصينه من القوى الإقليمية المعادية، وذلك بمشاركة فعالة من القوات المسلحة الجنوبية.
تبحث مليشيات الإخوان عن المال التركي القطري عبر البحار اقتداءً بالمليشيات الحوثية الإرهابية والتي بدورها تتلقى الأسلحة والمساعدات الإيرانية عبر عدد من النقاط على السواحل اليمنية، ويبدو واضحًا أن هناك تنسيقًا إقليميًا على مستوى أعلى بين قطر وإيران وتركيا، أفرز عن تلك الفكرة التي يحاول المدعو بن عديو تمريرها.
لا يمكن الفصل بين تلك الخطوة وبين الحصار المحكم الذي يفرضه التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي على الشرعية سواء كان ذلك سياسيًا عبر مباحثات الرياض بعد أن نجح الطرفان في سد جميع منافذ الهروب من الاتفاق أمامها، أو على المستوى العسكري في ظل الرقابة الصارمة التي يفرضها التحالف والقوات المسلحة الجنوبية على المنافذ التي قد يجري استخدامها لتوصيل السلاح إلى المليشيات الإخوانية المهيمنة على الشرعية.
تسعى كل من قطر وتركيا إلى إنقاذ الشرعية التي تعاني من الضعف والترهل على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وبالتالي فإن خطوة الميناء تستهدف انتشالها من الحالة التي أضحت عليها، مع وجود وعود إقليمية من قبل قطر وتركيا بتقديم المال والسلاح اللازم لتغيير موازين القوى الحالية على الأرض.
في ظل الرغبة التركية الحثيثة لإيجاد موطئ قدم لها على السواحل الجنوبية، يبقى الميناء الجديد خطرًا داهمًا، بحاجة لدحره، ووأد فكرته من البداية.