حرب المخدرات والخمور أخطر من إرهاب الإخوان في عدن
في ظل ارتكان المليشيات الإرهابية والقوي الإقليمية الداعمة لها على حروب الجيلين الرابع والخامس وهي حروب غير تقليدية لا يستخدم فيها الرصاص لا يمكن التعامل مع جرائم تعاطي وتهريب المخدرات وكذلك تدشين مصانع خفية لإنتاج الخمور في العاصمة عدن على أنها جرائم جنائية لأن هناك حبلا سريا يربط بين تلك الجرائم وبين تمويل التنظيمات الإرهابية التي تجيد العمل في الخفاء.
لعل ما يدعم تلك الرؤية أن مليشيات الإخوان فشلت عبر استخدام الوسائل العسكرية التقليدية في اختراق العاصمة عدن منذ أن جرى تحريرها من المجاميع الإرهابية في أغسطس من العام الماضي، وبالتالي فإنه من المتوقع أن تلجأ إلى وسائل أخرى خفية قد يكون لها أثر إيجابي بالنسبة لها على أرض الواقع، وأن ضمن هذه الجرائم استغلال النازحين واللاجئين لتهديد أمن العاصمة.
هناك ارتباط وثيق بين التنظيمات الإرهابية وبين مهربي المخدرات في كثير من المناطق التي تنشط فيها تلك التنظيمات ويبدو من الواضح أن العاصمة عدن مازالت تتخلص من آثار وجود مليشيات الإخوان بها، وبالتالي فإن ذلك ينعكس على أنباء إحباط عمليات تهريب عديدة للمخدرات والخمور في مناطق متفرقة، وهو أمر يتطلب حيطة وحذرا أمنيا وسياسيات أمنية جديدة تتعامل مع تلك الجرائم على أنها تدخل في إطار الحرب ضد الجنوب.
يرى مراقبون أن مليشيات الإخوان تحاول إرباك محافظ العاصمة أحمد حامد لملس وشغله عن قضايا التنمية الأساسية التي أولى اهتماما بها منذ أن تولى منصبه قبل شهرين تقريبا وذلك بالعمل على تحويل عدن إلى ممر لتهريب المخدرات والخمور وهو ما ينعكس سلبا على صورتها أمام الاستثمارات الأجنبية التي من المتوقع أن تتدفق عليها مع ظهور بشائر التنمية، إضافة إلى أن هذه المليشيات تستفيد بشكل مباشر من تلك التجارة الرابحة التي تحد من الأزمات الاقتصادية التي تعانيها بفعل الهزائم المتتالية التي تتعرض لها.
وداهمت الأجهزة الأمنية بالعاصمة عدن، فجر اليوم الاثنين، منطقة المحاريق بمديرية الشيخ عثمان ونجحت في ضبط عددٍ من مصانع الخمور اليدوية.
وأثناء تفتيش مصانع الخمور اليدوية، عثرت الأجهزة الأمنية بالعاصمة على عشرات البراميل، وأدوات تقطير وتبخير ومعدات تصنيع، بجانب مئات زجاجات الخمر في منطقة المحاريق بعد مداهمة أوكارهم.
وتستهدف تلك الحملات الأمنية، ضبط تجار ومتعاطي الممنوعات والمحرمات ومداهمة أماكن تواجدهم بعد أن باتوا يشكلون خطرًا حقيقيًا على المجتمع، وذلك لبسط الأمن والاستقرار في العاصمة عدن.
كما تحذّر الأجهزة الأمنية في العاصمة كل مَن تسول له نفسه المساس بأمن الجنوب، مشددة على أنها ستلاحقهم وتدك أوكارهم، وتم تحريز المضبوطات والزج بالعشرات من المتهمين داخل السجن، وستتم إحالتهم إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وكذلك نجحت الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن، مساء أمس الأحد، في ضبط "باص" يحمل خمورًا بعد محاولته للإفلات من نقطة تفتيش في حي زهراء خليل بمديرية دار سعد.
ولاحقت دورية الطوارئ الباص حتى تمكنت من وقوعه في قبضتها، قبل أن يلوذ المهاجمون بالفرار، وأثناء تفتيش الباص عثرت الأجهزة الأمنية على عددٍ من قوارير الخمور، وبطاقات هوية وأوراق ثبوتية يشتبه بأنها تعود للفارين والخارجين عن القانون الذين لا تزال عملية تعقبهم مستمرة.
وتماشيا مع تلك التطورات بدأت قوات العاصفة، اليوم الاثنين، تسيير دوريات متحركة في شوارع العاصمة عدن، لمكافحة المظاهر المسلحة.
وتشمل أعمال الدوريات المتحركة ضمان انسيابية حركة المرور، ومكافحة الجريمة، وفرض الأمن والاستقرار، ودعت قيادة قوات العاصفة المواطنين إلى التعاون مع الدوريات والإبلاغ عن أي محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار.
حثت خلية الأزمات في الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي، في اجتماعها الأربعاء الماضي، تداعيات محاولات إغراق العاصمة عدن بالمخدرات، وأشار الاجتماع إلى ضبطية شحنة المخدرات بميناء عدن، التي فضحت محاولة استخدام موانئ عدن والجنوب كممر لإغراق المنطقة بالمواد المخدرة.