النزوح في اليمن.. جرائم حوثية تصنع الموت البطيء
يومًا بعد يوم، تخلِّف الجرائم الغادرة التي ترتكبها المليشيات الحوثية موجات نزوح ضخمة للغاية، على نحوٍ يكشف هول المأساة التي يعيشها اليمن من جرّاء الحرب التي أشعلتها المليشيات في صيف 2014.
ففي الساعات الماضية، دفعت اعتداءات مليشيا الحوثي الإرهابية، المتكررة على قرية الفازة بمديرية الدريهمي في محافظة الحديدة، عددًا من العائلات إلى النزوح.
ونزحت عائلات من القرية خشية على أفرادها من قصف مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، إلى مناطق أكثر أمانًا.
مصادر محلية قالت إنّ مليشيا الحوثي تستهدف مناطق وقرى سكنية متفرقة في مديرية الدريهمي بقذائف الهاون المدفعية والأسلحة المتوسطة.
النزوح في اليمن أزمة مستمرة، وقد تفاقمت كثيرًا في الفترة الماضية، بالنظر إلى الجرائم الغادرة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية وهي تشعل حربًا عبثية طال أمدها أكثر مما يُطاق.
وارتكبت المليشيات الكثير من الجرائم الغادرة التي فاقمت موجات النزوح، وفي مقدمة هذه الاعتداءات شن هجمات غادرة على المنازل والأحياء السكنية، التي تحوّلها المليشيات فيما بعد إلى مبانٍ عسكرية.
وتضطر أعداد كبيرة من السكان للهرب من جحيم الحرب الحوثية، لكنّهم يُحاصَرون بين أزمات معيشية قاتمة بعدما يضطرون للإقامة في مخيمات تفتقد لأدنى مقومات الحياة.
وما يضاعف من هذه الأعباء، هو تصاعد الأزمة الصحية على صعيد واسع لا سيّما فيما يتعلق بفيروس كورونا، الذي تنتقل عدواه بسرعة كبيرة للغاية، وهو ما يجعل مخيمات النزوح مركزًا لصناعة الموت البطيء.
وتسبّبت جرائم واعتداءات مليشيا الحوثي في ارتفاع عدد النازحين إلى نحو 4.3 ملايين شخص، تحتضن المناطق المحررة ثلاثة ملايين و600 ألف نازح منهم.
وغالبية النازحين يتوزعون على 521 موقعًا، ضمن مخطط تنفذه مليشيا الحوثي، من خلال القصف والاعتداء على مختلف المناطق الآهلة بالسكان.
وتحرص العديد من المنظمات الأممية على توثيق الحالة المأساوية التي يعاني منها السكان في مخيمات النزوح، فينا يتعلق تحديدًا بنقص خدمات الرعاية الصحية والصرف الصحي والتغذية، والتي تحمي الملايين من المجاعة والمرض وسط نقص حاد في التمويل لأكبر أزمة إنسانية في العالم.