صراعات الحوثيين والاتهامات الجنسية.. مسمار أخير في نعش المليشيات
يبدو أنّ صراعات الأجنحة الحوثية تسير نحو التصاعد بشكل كبير للغاية، بعدما وصل محطة تبادل الاتهامات الجنسية.
ففي الفترة القليلة الماضية، نشبت حرب إعلامية بين قيادات حوثية متصارعة على تمويلات المنظمات الدولية، غير أنَّها هذه المرة أخذت بعدًا آخر، مع بدء نشر صور مخلة واتهامات متبادلة بقضايا جنسية.
القيادي الحوثي المعيَّن وكيلًا لوزارة الشباب والرياضة أسامة ساري، وزير المياه والبيئة في حكومة المليشيان "غير المعترف بها" نبيل الوزير، بالوقوف وراء الإعلامي الحوثي عبدالرحمن المؤيد وحسابات أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر صور نساء من أقارب مسؤولين حوثيين واتهامهن بأفعال فاضحة مع قيادات حوثية.
وفي وقتٍ سابق، شنّ القيادي الحوثي ساري، حملة كبيرة ضد الوزير الحوثي الوزير واتهمه بالسطو على تمويلات مشاريع دولية في مجال المياه والبيئة.
والخلافات اندلعت بين وزير المياه الحوثي نبيل الوزير المدعوم من مهدي المشاط، والقياديين الحوثيين أحمد حامد (أبو محفوظ)، المعين من المليشيا مديرًا لمكتب رئاسة الجمهورية، وعبدالمحسن الطاووس المعين رئيسا لما يسمى مجلس تنسيق الشؤون الإنسانية، والمحسوبين على تيار محمد علي الحوثي.
وبحسب مصدر مطلع تحدّث لـ"المشهد العربي"، فإنَّ وزير المياه الحوثي رفض تدخلات الطاووس وأبومحفوظ في المشاريع الدولية المخصصة لوزارته، وهو ما دفعهم لتمويل حملة ضد الوزير.
في سياق متصل، اتهم ناشطون حوثيون الوزير بالخيانة والفساد والانتماء لشبكة داخلية تستهدف الوطن وارتكاب فساد بما يصل إلى ملياري دولار على حسب قولهم.
وفي خضم هذه الحملة الإعلامية المستمرة عليه منذ أسابيع، ظهر الوزير الحوثي نبيل عبدالله الوزير، اليوم الثلاثاء، إلى جانب القيادي النافذ محمد الحوثي، في فعالية غير ذات صلة، تتعلق "بشكاوى المحررات العقارية المزورة".
وسبق أنّ تقدّم وزير المياه بشكاوى رسمية ضد القيادات الحوثية التي تتهمه بالفساد، غير أنه لم يتمكن من مقاضاتهم، لما يتمعون به من حماية من المدعو أبومحفوظ.
هذه الواقعة تبرهن على تصاعد صراعات الأجنحة وبلوغها مرحلة ربما تعكس خروج الأمور عن السيطرة، لا سيّما أنّ المرحلة المقبلة ربما تشهد تكثيفًا في هذه الصراعات.
وبات واضحًا أنّ صراعات الأجنحة التي تشعل المعسكر الحوثي تندلع في أكثر الأحيان بسبب التصارع على جمع الأموال وكسب النفوذ.
ويُجمع محللون على أنّ تصاعد صراعات الأجنحة وبلوغها مرحلة الاتهامات الجنسية تحمل خطورة كبيرة على المعسكر الحوثي، بل ربما تكون المسمار الأخير في نعش المليشيات.
ولا شكّ أنّ ملايين المتضررين من الحرب الحوثية بين جرحى وأسر قتلى وجوعى ومرضى ومشردين ربما ينتظرون مزيدًا من الانهيار لمعسكر المليشيات الذي يتفكّك بقوة عبر تصاعد هذه الصراعات.