العدوان المسعور ورهان المجهول.. الشرعية تسكب الزيت على النار
تزامن ملفت على الصعيد السياسي والعسكري، ذلك الذي حدث في الأيام القليلة الماضية، فيما يتعلق بالتصعيد الإخواني على الأرض ضد اتفاق الرياض من جانب، مع إعلان هزيمة دونالد ترامب في سباق الرئاسة الأمريكية.
الأيام الماضية كانت شاهدةً على تصعيد عسكري إخواني، ضمن ما تُقدِم عليه المليشيات الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية من إرهاب يستهدف إفشال اتفاق الرياض.
تزامن التصعيد العسكري الإخواني بشكل مسعور مع إعلان فوز جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأمريكية، أرجعته صحيفة "العرب" اللندنية إلى أنّ حزب الإصلاح المهيمن على الشرعية يراهن على تغيُّر الموقف الأمريكي تجاه سلوكياتها بعد رحيل دونالد ترامب.
الصحيفة قالت إنَّ مليشيا الإخوان الإرهابية ومحور قطر في المنطقة عاودت التصعيد تجاه الجنوب مجددًا، بعد نتيجة الانتخابات الأمريكية.
وأضافت أنَّ الأمر لم يكن مصادفة، مشيدةً بيقظة القوات المسلحة الجنوبية في التصدي لأي تصعيد إرهابي، وتوقعت استمرار التصعيد الإرهابي الإخواني، الذي تدعمه قطر وتركيا خلال الفترة المقبلة، من أجل إفشال اتفاق الرياض، وقلب كل النتائج المميزة التي توصلت إليها المفاوضات حتى الآن.
إقدام المليشيات الإخوانية على خرق اتفاق الرياض عبر المزيد من التصعيد العسكري، أمرٌ غير مستغرب على الإطلاق فعلى مدار الفترات الماضية أقدم حزب الإصلاح على شن اعتداءات عسكرية على الجنوب، وعمل على تحشيد العديد من العناصر الإرهابية تجاه الجنوب.
إقدام الشرعية على التصعيد المسعور ضد الجنوب يعبّر عن مرحلة جديدة، يراهن فيها الإخوان على دعم قد يحصلون عليه من الإدارة الأمريكية الجديدة التي احتفى بها الإخوان كثيرًا، ظنًا منهم أنّ حقبة بايدن التي تنطلق رسميًّا في يناير المقبل ستكون داعمة للإخوان خلافًا لسياسات إدارة ترامب.
الشرعية وهي تسير وفق هذا المخطط العبثي يبدو أنّها تغفل شيئًا مهمًا للغاية، وهو أنّ القرار سيكون بيد الجنوب، وأنّ القيادة السياسية ممثلة في مجلس الانتقالي، ملزمة ومفوضة من شعبها باتخاذ ما يلزم من إجراءات تحمي أمنه واستقراره.
وتسير الشرعية على ما يبدو في مسار لا نهاية له، بمعنى الاستمرار في خرق الاتفاق وإضاعة الكثير من الوقت، للحيلولة دون تشكيل حكومة جديدة وبالتالي القضاء على الهيمنة الإخوانية على الشرعية.
مراهنة الشرعية على سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة سيكون بمثابة سكب للزيت على النار، وذلك لأنّ الجنوب لن يترك أمنه واستقراره أمام الاستهداف الإخواني الخبيث، وسيظل مسؤولًا عن اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تحمي أمن الوطن وتردع المؤامرات ضده.