القصف الحوثي وزيارة أونمها.. نظرة على رسالة المليشيات القاتلة
في الوقت الذي تواصل فيه الأمم المتحدة جهودها الدؤوبة نحو إحلال السلام، ومع كل خطوة يتم اتخاذها في هذا الصدد، فإنّ المليشيات الحوثية سرعان ما تبعث برسائل تنم على خبث نواياها ومساعيها نحو إطالة أمد الحرب.
ففي الساعات الماضية، شنّت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، اعتداءات متفرقة على مختلف أنحاء الحديدة، بعد ساعات من زيارة البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)، مدينة حيس.
وأطلقت عناصر المليشيات الإرهابية قذائف هاون ثقيل عيار 120 على مناطق سكنية في مدينة الحديدة ومديرية الدريهمي، وقالت مصادر محلية إن القصف المكثف، تزامن مع عمليات استهداف بالأسلحة المتوسطة من عيار 14,5.
القصف الحوثي تزامن مع زيارة أجرتها نائبة رئيس البعثة الأممية لاتفاق الحديدة (أونمها)، دانييلا كروسوك، اليوم الأربعاء، لمدينة حيس، للإطلاع على معاناة السكان من عدوان مليشيات الحوثي الإرهابية.
المسؤولة الأممية عبّرت عن تعاطفها مع الأهالي المتضررين من جرائم مليشيا الحوثي الإرهابية في المدينة، معبرة عن قلقها من القتال الدائر، وقالت إن دور الأمم المتحدة يركز على مساعدة الطرفين للتوصل إلى حلول، مشددة على ضرورة العودة إلى الآليات المختلفة للوصول إلى السلام.
هذا التصعيد الحوثي يحمل رسائل مباشرة من المليشيات حول مساعيها من أجل إطالة أمد الحرب خلال الفترة المقبلة، بالنظر إلى أنّ بقاء المليشيات مرتبط بإطالة أمد الحرب.
وأجهضت المليشيات الحوثية طوال الفترة الماضية، الكثير من الجهود التي رمت إلى التوصّل إلى حل سياسي ملزم يوقف لهيب الحرب، لا سيما بالنظر إلى الخروقات العديدة التي ارتكبتها المليشيات لبنود اتفاق السويد الموقع في ديسمبر من العام قبل الماضي.
ومع إصرار الحوثيين على إطالة أمد الحرب وإفشال أي جهود تسعى لإحداث حلحلة سياسية، فإنّ المرحلة المقبلة تستدعي على المجتمع الدولي أن يغيّر من استراتيجيته التي تعتبر رخوة إلى حد بعيد، ورسم خطوط سياسية تلزم المليشيات باحترام مسار الحل السياسي.