إغاثات الإمارات التعليمية.. جهود لاحتواء مآسي الحرب الحوثية
يعتبر دعم التعليم أحد قطاعات العمل الإغاثي العظيم الذي تواصل العمل عليه دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن جهودها الإنسانية الدؤوبة التي تستهدف التصدي لأزمات إنسانية بشعة نجمت عن الحرب العبثية الحوثية.
وفي أحدث هذه الجهود، أطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، حملة بشعار "مع المعلم"، في مدرسة الشعب، بمديرية ذُباب، لمساعدة المعلمين المتطوعين بمدارس الساحل الغربي، وذلك بهدف توزيع 40 طن مواد غذائية على المعلمين من أجل التخفيف من معاناتهم جراء انقطاع مرتباتهم الشهرية.
وتشمل الحملة مديريات ذُباب والمخا وموزع والوازعية غرب محافظة تعز وحتی مديريات الخوخة وحيس والتحيتا وبيت الفقية والدريهمي بالشريط الساحلي لمحافظة الحديدة.
مساعدات الإمارات في مجال التعليم تتسم بالتنوع والشمول، وهي تهدف في المقام الأول إلى إنقاذ هذا القطاع من براثن التدهور الذي طاله بسبب الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014.
وعلى مدار السنوات الماضية، دفع قطاع التعليم كلفةً باهظةً للغاية من جرّاء الانتهاكات العديدة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية، بغية نسف مستقبل جيل بأكمله.
ومؤخرًا، كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن انقطاع مليوني طفل عن التعليم والالتحاق بالمدارس في اليمن، وقالت إنّ هناك أطفال يواصلون تلقي التعليم في مدارس مدمرة.
وكثيرًا ما أقدمت المليشيات الحوثية على ارتكاب جرائم غادرة ضد المنشآت التعليمية، ما أسفر عن خروجها عن الخدمة وتعطيل العملية التعليمية بها، وحرمان أعداد كبيرة من الطلاب من الحصول على حقهم في التعليم.
ومؤخرًا أيضًا، هدَّدت المليشيات الحوثية، مؤخرًا، بإغلاق 45 مدرسة أهلية في مدينة صنعاء، وذلك في ظل تزايد عمليات التضييق والابتزاز ضد المنشآت التعليمية الخاصة.
وفي التفاصيل، وجّهت وزارة التربية في حكومة المليشيات "غير المعترف بها" مذكرات إلى 45 مدرسة أهلية تنذرها بالإغلاق، وبررت المذكرات التهديد بالإغلاق لمخالفات وفق لائحة جديدة وضعتها المليشيات الحوثية لابتزاز المدارس الخاصة.
وعملت المليشيات الحوثية كذلك على تحويل المدارس الحكومية إلى خاصة، في إطار رغبتها بجمع الأموال والترويج لأفكارها العنصرية، وقد تم تغيير أسماء المدارس، من أجل تنفيذ تلك الفكرة، ما ينعكس على اختفاء التعليم الحكومي.
كل هذه الجرائم الحوثية الغادرة، وغيرها كثير، تعبّر عن نوايا حوثية خبيثة ترمي إلى إحداث تعطيل كامل لقطاع التعليم وحرمان ملايين الأطفال من الحصول على هذا الحق.
بالإضافة إلى كل ذلك، فإنّ إرهاب المليشيات تضمّن أيضًا تفخيخ المناهج الدراسية بمحتويات تعمل على خدمة هذا الفصيل الإرهابي، وتملأ عقولهم بسمومٍ فكرية ترمي إلى تقوية جبهاتها.