بعد قذفها اللجنة السعودية.. الشرعية تحفر قبرها بيدها
رأي المشهد العربي
مثّل الهجوم الإخواني الغادر على اللجنة السعودية التي تراقب وقف إطلاق النار في محافظة أبين، برهانًا جديدًا على عداء الشرعية للتحالف العربي، وقد بلغ هذا العداء مرحلةً لا يجب السكوت عليها.
الشرعية من خلال هذا الاعتداء كأنها تبعث برسالة واضحة وصريحة للتحالف العربي بأنّ اتفاق الرياض لن ينجح، وهي مصرة على التصعيد العسكري بغية إفشال الاتفاق الذي مرّ أكثر من عام على توقيعه ولم يراوح مكانه.
هجوم الشرعية بـ"القذيفة الصاروخية" على اللجنة السعودية أمرٌ يبرهن على أنّ هذه الحكومة وهي رهن الهيمنة الإخوانية لن يكون أبدًا هدفها هو القضاء على المشروع الحوثي، وأنّها ستظل حجر عثرة أمام إنجاح الاتفاق الذي يضبط بوصلة الحرب على المليشيات الموالية لإيران.
حكومة "المؤقت" عبد ربه منصور هادي فقدت أي شرعية يمكن أن تتمسّك بها، وبات استئصال السرطان الإخواني المهيمن عليها أمر شديد الضرورة، بالنظر إلى أنّ التحالف تضرّر كثيرًا من هذه الهيمنة، ولعل الكلفة الأكبر تتمثّل في تأخُّر حسم الحرب على المليشيات الحوثية.
الشرعية وهي تعادي التحالف العربي على نحو وصل إلى إطلاق القذائف على رجال السعودية، تنخرط أكثر في أحضان الأجندة القطرية التركية الخبيثة، وهذا محور شرير يسعى إلى غرس النفوذ الإخواني بشكل كامل في المنطقة، بغية كسب أكبر قدر من المكاسب، ومن أجل ذلك فقد أصبحت الشرعية أحد أصابع الذراع القطرية التركية، التي باتت الحاجة ماسة لقطعها.
رسالة العداء الموجّهة من الشرعية للتحالف لا يجب أن تمر مرور الكرام، فالتحالف لا سيّما المملكة العربية السعودية مطالب بتوخي الحذر على رجاله الذين وضعتهم المليشيات الإخوانية على أجندة الاستهداف الخبيث.
المرحلة المقبلة لن ينفع معها اتباع سياسة هادئة مع الشرعية، ولم يعد هناك مساحة من الوقت تهدر في انتظار جنوح الشرعية نحو السلام مع الجنوب، وبالتالي فإمّا الضغط والدفع نحو إنقاذ اتفاق الرياض، وإمّا سيُحاط التحالف بمزيدٍ من الإرهاب الإخواني الخسيس.