أدوات الانتقالي في مواجهة إرهاب الشرعية
رأي المشهد العربي
يمتلك المجلس الانتقالي الجنوبي جملة من الأدوات التي من الممكن استخدامها حاليًا في مواجهة تصعيد الشرعية بمحافظة أبين، ليس فقط على الناحية العسكرية لكن عبر أساليب سياسية ودبلوماسية عديدة من الممكن من خلالها إثبات انخراط الشرعية في التعاون مع تنظيمات إرهابية لمعاداة أبناء الجنوب والذهاب باتجاه السيطرة على مقدراتهم.
تقوم القوات المسلحة الجنوبية بدور مهم في صد تصعيد الشرعية، وعدم تمكينها من تحقيق هدفها الأساسي الذي يتمثل في اختراق محافظة أبين بما يمهد للوصول إلى العاصمة عدن، وإفشال البند الوحيد الذي جرى تنفيذه في اتفاق الرياض والذي تمثل في تعيين محافظ جديد ومدير أمن للعاصمة يتبعان المجلس الانتقالي، وتستهدف الشرعية إفشال حالة النشوة التنموية والأمنية في العاصمة بفعل نشاط المحافظ أحمد حامد لملس والذي يلقى دعمًا فاعلًا من التحالف العربي.
بالإضافة إلى ذلك فإن الانتقالي لديه أدوات عديدة قد يُقدم على استخدامها خلال الفترة المقبلة، أولها تبني حملات إعلامية دولية لكشف حقيقة ما يجري على أرض الواقع منذ التوقيع على اتفاق الرياض، العام الماضي، واستغلال حالة الدعم السياسي الذي يلقاه الاتفاق من قوى إقليمية عديدة.
لعل عقد قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة شبوة، أمس الأحد، لقاءً مع الوفد الإعلامي الدولي الذي يزور المحافظة هذه الأيام وتسليمه ملفًا من الوثائق والصور والفيديوهات والأدلة والبراهين الدامغة على ممارسات مليشيات الشرعية التابعة للسلطة الإخوانية بالمحافظة، أول هذه الخطوات، غير أن الأمر بحاجة إلى حملات إعلامية منظمة على المستوى الخارجي بما يخلق رأيا عاما عالميا داعما للجنوب وقضيته.
على المستوى الدبلوماسي لدى المجلس الانتقالي علاقات قوية مع عدد من القوى الفاعلة بالمجتمع الدولي، وهذه العلاقات من الممكن توظيفها من أجل كشف زيف الشرعية وإرهابها وتقديم ما يثبت تعاونها مع التنظيمات الإرهابية التي أضحت مسيطرة على قواتها إلى الدرجة التي جعلت الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي يقدم تعازيه الحارة لأحد العناصر المنتمية لتنظيم القاعدة بعد أن لقى حتفه على يد القوات المسلحة الجنوبية الباسلة.
لدى الانتقالي شعبية جارفة في الجنوب، وهي أيضًا بمثابة أداة فاعلة من الممكن استخدامها لتحريك اتفاق الرياض، تحديدًا وأن أي قرار سوف يتخذه المجلس في هذا الشأن سيكون محل ترحيب من أبناء الجنوب الذين يثقون في قيادتهم التي استطاعت أن تخطو خطوات مسرعة باتجاه استعادة الدولة، بعد أن أصبحت القضية الجنوبية مثار نقاشات دولية عديدة بفعل اللقاءات المثمرة التي يعقدها الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي مع ممثلي العديد من بلدان العالم.