الانتقالي يحارب تطرف مليشيات الشرعية بالثقافة والفنون
لم يكتف المجلس الانتقالي الجنوبي بمواجهة مليشيات الشرعية على المستويات العسكرية والسياسية والدبلوماسية فحسب بل إنه انخرط في دعم المشروعات الثقافية والفنية التي تحصن عقول الأبرياء من الأفكار المتطرفة التي تحاول التنظيمات الإرهابية المتحالفة مع الشرعية ترويجها بما يساعدها على استقطاب أكبر عدد من الجهلة وصغار السن والشباب.
دشن الانتقالي دائرته الثقافية التي تعد ضمن أمانته العامة وهو ما يبرهن على أن هناك رغبة جامحة في أن المخزون الثقافي والفكري لدولة الجنوب العربي حاضرة في مواجهة أي مشاريع استعمارية تحاول الهيمنة على المقدرات الجنوبية وتستهدف عرقلة خطوات استعادة الدولة، وبالتالي فإن ذلك انعكس على جملة من الفعاليات التي يقوم الانتقالي بتنظيمها أسبوعيا في محافظات جنوبية مختلفة.
لا تختلف مواجهة الشرعية عن مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تكون بحاجة إلى تحصين فكري يُكمل الجهود العسكرية، وبالتالي فإن التشجيع على الثقافة والفنون يعد بمثابة تغذية للعقول بأفكار سمحة تطرد السموم التي تحاول المليشيات الإرهابية غرسها في عقول الشباب بما يسهَل من مهمة توظيفهم كوقود لمشاريع إقليمية معادية تتخذ من الدين ستارا لتنفيذ أجندتها الاستعمارية.
يرى مراقبون أن الفعاليات الثقافية تحديدا التي يجري تنظيمها في إطار شعبي يكون لها مردود إيجابي في ظل الاستقطاب الحاد الذي تغذيه مليشيات الإخوان في محاولة لخلق ظهير شعبي داعم لها في الجنوب، في حين أن الانتقالي يعلي قيم التسامح والمحبة بين المواطنين من أجل التكاتف والتوحد على طريق استعادة دولة الجنوب.
شهد المؤتمر الأول لاتحاد الفنانين الجنوبيين المنعقد باتحاد النساء في الحوطة بمحافظة لحج، اليوم الاثنين، تشكيل الهيئة التنفيذية للاتحاد، وشملت اللجنة 11 عضوًا من الفنانين والمسرحيين برئاسة الأستاذ باسل فيصل علوي، وثلاثة أعضاء للجنة الرقابة والتفتيش.
واختار المؤتمر – المنعقد تحت شعار استعادة دولة الجنوب أساس انطلاق التراث الثقافي الفني - 25 عضوًا لمجلس فرع المحافظة، وإسناد مهمة قيادة فرقة الاتحاد الموسيقية للفنان فارض فيصل علوي.
ودعا نائب رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في لحج، محمد العماد، خلال كلمته بالمؤتمر، الفنانين الجنوبيين إلى أداء دورهم الريادي والإبداعي الذي تميزت به لحج، ووصف المؤتمر بأنه فرصة لاستعادة دور المؤسسات الجنوبية في تحقيق تطلعات الجنوبيين، مؤكدًا أن المجال الفني تعرض إلى تدمير ممنهج من قوى الرجعية والتخلف.
وقبل أيام نظمت الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، محاضرة ثقافية بعنوان "الجنوب العربي في خارطة الشرق الأوسط الجديد"، وأكدت على أهمية قراءة مصالح الدول وتلمس طريق الجنوبيين بين هذه المصالح، وذلك للوصول إلى تحقيق تطلعاتهم وأهدافهم.
وقدم المؤرخ والباحث نجمي عبدالمجيد، رئيس فرع عدن لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب، شرحًا مفصلًا عن المشروع الذي يتم تنفيذه من خلال الصراعات والحروب والأزمات، وكيف تُرسم خارطة دولة الجنوب العربي بين هذه المحاور.
وخلال الأسبوع الماضي كشف القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بالمهرة، حسان مهدي بلحاف، عن فعاليات سياسية وثقافية ورياضية احتفالًا بعيد الاستقلال 30 نوفمبر المجيد، ودعا في تصريحات صحفية، إلى التفاعل والمشاركة في الاحتفالات، مؤكدا الإعلان عنها تفصيليًا خلال اليومين المقبلين.