بين خطر صافر والقصف المتواصل.. الحوثي يحاصر أبرياء الحديدة
تحاصر مليشيا الحوثي الإرهابية أبرياء محافظة الحديدة وتضعهم بين كماشة قصفها المتواصل على المنازل والمناطق السكنية وبين خزان صافر الذي يقبع على حدود الساحل الغربي ويهدد بكارثة محققة في أي فرصة بعد أن فوتت المليشيات جميع الفرص المتاحة لصيانته وتفريغ محتواه للعام الخامس على التوالي.
كل ما يهم المليشيات الحوثية هو إحكام سيطرتها على المحافظة التي تقاوم إرهابها من خلال القوات المشتركة التي تكبدها خسائر يومية، من دون أن تضع في اعتبارها أن هناك أبرياء يروحون ضحية ممارساتها بعد أن أفشلت اتفاق السويد وجعلته جزءا من الماضي، وبالتالي فإنها لن تقبل بأي إجراء تكون نتيجته تخفيف الضغوط على المواطنين الذين يعانون ويلات الحرب.
تستهدف المليشيات الحوثية الحصول على أكبر قدر من المكاسب السياسية قبل أن تسمح بصيانة خزان صافر، لكنها لا تدرك بأنه حال وقوع أي حادث للخزان سيقضي على الأخضر واليابس في المحافظة، وأنها لن تجد شيئا لتقوم باحتلاله سوى تلال من المنازل والقتلى مثلما كان الوضع بالنسبة لمرفأ بيروت، إلا أنها تستمر في طريقها الذي يصل إلى حد الانتحار في مواجهة الضغوطات الدولية التي تمارس عليها تنفيذا لرغبة إيران.
يرى مراقبون أن توظيف الأزمات الإنسانية من أجل إيجاد ثغرات تمكن المليشيات من إطالة أمد الصراع يعد سياسة إيرانية بالأساس انتهجتها في جميع المناطق التي وقعت تحت سيطرة عناصرها، وأن إنهاء هذا العبث بحاجة لإرادة دولية حقيقية تتعامل بجدية مع جرائم إيران بالمنطقة.
كشف السفير مايكل آرون السفير البريطاني لدى اليمن، عن توصل الأمم المتحدة ومليشيا الحوثي إلى اتفاق بشأن السماح لخبراء الأمم المتحدة بزيارة الناقلة صافر، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن هناك بعض الأمور القانونية ما زالت تحت النقاش، في حين الأمر إنساني بالأساس وليس له علاقة بالقانون أو السياسة.
وأعلن المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث، قبل يومين، في إحاطته أمام مجلس الأمن أن المباحثات متواصلة مع مليشيات الحوثي للتوصل لاتفاق لصيانة الناقلة صافر الراسية قبالة سواحل رأس عيسى بمحافظة الحديدة.
ومن جانبه نبه رئيس البرلمان العربي عادل العسومي، من تداعيات تعنت مليشيا الحوثي الإرهابية، في السماح لفريق الأمم المتحدة لصيانة ناقلة النفط صافر.
وقال إن الناقلة الراسية قُبالة ميناء "رأس عيسى" بالبحر الأحمر، لم تخضع للصيانة منذ خمس سنوات، ودعا إلى تحرك دولي فوري لتمكين فريق الأمم المتحدة الفني من صيانة الخزان أو تفريغه، مضيفًا أن الأمر لا يحتمل التأجيل.
وحذر من أن دول المنطقة تواجه خطر تسرب مليون ومائة ألف برميل من النفط الخام من الناقلة، مشيرًا إلى احتمالات وقوع كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية تتخطى آثارها اليمن.
وطالب مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم الأمنية والإنسانية والأخلاقية لإنقاذ الموقف المتأزم، داعيًا إلى إجراءات عاجلة لإلزام مليشيا الحوثي بالسماح فورًا بوصول الفريق الفني الأممي لإجراء عملية التقييم والصيانة للخزان.
يأتي ذلك في الوقت الذي اشتبكت القوات المشتركة، مساء اليوم الاثنين، مع عناصر مليشيات الحوثي في الأطراف الجنوبية والشرقية لمركز مدينة حيس جنوبي الحديدة.
اندلعت المواجهات بعد استهداف مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، قرى المديرية بطريقة عشوائية ومتعمدة، ونجحت القوات المشتركة في تحديد مصادر نيران المليشيا الإرهابية، ووجهت إليها ضربات مباشرة لإخماد مصادر نيرانها.