مسيرات الحوثي تحلّق في سماء الحديدة.. ما دلالتها العسكرية والسياسية؟
"لا سلام، لا هدوء، الحرب مستمرة".. رسالة واضحة تبعث بها المليشيات الحوثية الموالية لإيران للعالم أجمع، بأنّها مصرة على التصعيد العسكري.
ففي خطوة جديدت فضحت كثيرًا من الإرهاب الحوثي، فقد نشرت المليشيات خلال الساعات الماضية، ست طائرات بدون طيار في سماء محافظة الحديدة.
ورصدت القوات المشتركة المُسيرات الاستطلاعية في أربع مناطق متفرقة، منها ثلاث حلقت في سماء منطقة الجبلية ومسيرتين في منطقتي الحيمة والفازة بمديرية التحيتا، ومسيرة في سماء حيس.
هذه الخطوة التي أقدم عليها الحوثيون تفضح خبث نوايا المليشيات، وأنّها ستواصل العمل على إطالة أمد الحرب القائمة منذ صيف 2014، والتي خلّفت أزمة إنسانية هي الأشد بشاعة على مستوى العالم.
يُضاف هذا الإرهاب الحوثي الخبيث إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات الموالية لإيران، التي يمكن القول إنّها أجهضت العديد من المساعي نحو إحلال السلام.
ولعل الخروقات الحوثية لاتفاق السويد والتي تخطّى عددها الـ15 ألف انتهاك، الدليل الأكثر وضوحًا على عبث نوايا المليشيات وعملها على إطالة أمد الحرب.
الأكثر من ذلك أنّ المليشيات الحوثية استغلت الهدنة الأممية من أجل التمدّد عسكريًّا في محافظة الحديدة، واستحداث تمركزات لعناصرها، بما يخدم أجندتها الخبيثة.
إزاء هذا الوضع، فيمكن القول إنّ الهدنة الأممية جاءت في صالح المليشيات بشكل كبير، لا سيّما أنّ التصعيد الحوثي المتواصل يقابله صمت مدقع من قِبل المجتمع الدولي الذي لا يزال يراهن على أن يتراجع الحوثيون، خطوة للوراء وهو أمرٌ ربما لن يحدث أبدًا.