هل تطلق الولايات المتحدة رصاصة الرحمة على المليشيات الحوثية؟
ينتظر المجتمع الدولي قرارا متوقعا من قبل الإدارة الأميركية الحالية بوضع مليشيا الحوثي على قائمة الإرهاب، فيما تشير أوساط أخرى إلى أن القرار لن يكون له تأثيراته القوية على مجمل الحل السياسي في ظل وجود إدارة جديدة من الديمقراطيين سوف تتولى مقاليد الحكم بعد أقل من شهرين، وبالتالي فإن السياسة الأمريكية للمليشيات قد تكون قابلة للتغير والتبدل.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن الولايات المتحدة الأمريكية لا زالت تدرس وضع مليشيا الحوثي على قائمة الإرهاب، وأضاف في تصريحات صحفية، اليوم الأحد، إن سياسة بلاده تظل ثابتة في مواجهة النظام الإيراني.
يجمع مراقبون على أن قرار وضع الحوثي على لائحة الإرهاب حال أقدمت عليه الولايات المتحدة الأميركية فإنه لن يكون كافيا لردع المليشيات، وأن الأمر بحاجة إلى ضغوطات أقوى من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على إيران التي تسير الأمور داخل هذه المليشيات، لكن بالرغم من ذلك فإن هناك إجماعا أيضا على أهمية هذا القرار باعتباره مقدمة لمزيد من الإجراءات الأخرى التي تضيق الخناق على العناصر المدعومة من إيران.
يذهب البعض للتأكيد على أن قرار الولايات المتحدة يجب أن لا يتضمن وقف أي أعمال إغاثية قد تؤدي إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، وأن ذهاب الأمم المتحدة إلى سحب العديد من الذين يقودون قوافل المساعدات قد يعد أمرا في صالح المليشيات الحوثية التي سوف تصور الأمر على أنه عقاب دولي ضد الأبرياء، وقد تستخدم تلك المظلومية كأداة لتجميل صورتها.
وكشفت صحيفة فورين بوليسي الأمريكية قبل يومين، عن سحب الوكالات الأممية الإغاثية موظفيها الأمريكيين من مناطق سيطرة المليشيا المدعومة من إيران تحسبًا لقرار من الإدارة الأمريكية بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.
يمكن القول بأن إطلاق رصاصة الرحمة على المليشيات الحوثية يتطلب تضافرا من جهات عديدة وليس مجرد صدور قرار بتصنيفها إرهابية من قبل الولايات المتحدة، وأن الحل لابد أن يبدأ من الشرعية ذاتها التي سيكون عليها أن تصوب سلاحها ليكون في وجه المليشيات إضافة إلى تكاتف المجتمع الدولي على مستوياته المختلفة لإيجاد حل سياسي عاجل للأزمة اليمنية بدلا من ترك الساحة مفتوحة لقوى إرهابية تعمل على إطالة أمد الصراع.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الولايات المتحدة تستعد لإدراج الحوثيين على قائمة التنظيمات الإرهابية وهو تصنيف يستوجب بالتالي فرض عقوبات على المليشيا الشيعية المدعومة من إيران والتي تشن عدوانا على الأبرياء للعام السادس على التوالي.
ويبدو مسار تصنيف الحوثيين المدعومين من إيران بندا رئيسيا على جدول أعمال إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي جعلت من عزل طهران محور سياستها الإقليمية، قبل أسابيع قليلة من خروجها من البيت الأبيض.
وسبق للولايات المتحدة أن فرضت عقوبات مشددة على حزب الله المدعوم من إيران وكيانات وشخصيات على ارتباط بالجماعة الشيعية بمن فيهم مسؤولون ووزراء سابقون.
ويريد ترامب تضييق الخناق على وكلاء إيران في المنطقة وكسر الأذرع التي تضرب بها طهران في مناطق خارجها والتي تنفذ أنشطة مزعزعة للاستقرار نيابة عنها.