إستراتيجية الانتقالي في أبين تمنحه تفوقا عسكريا وسياسيا
منحت الإستراتيجية التي ينتهجها المجلس الانتقالي الجنوبي في جبهة أبين القوات المسلحة الجنوبية تفوقا على المستوى العسكري وذلك بعد رفض الانجراف إلى محاولات دفعه نحو الدخول في عمليات عسكرية واسعة وارتكانه على صد الهجمات التي تشنها مليشيات الشرعية، كما أن تلك الإستراتيجية منحته تفوقا عسكريا في مباحثات الرياض بعد أن أضحى واضحا أمام الجميع الطرف المعرقل للاتفاق.
بالنظر إلى المكاسب العسكرية فإن دخول الانتقالي في حرب واسعة مع مليشيات الشرعية سوف يحقق هدفا أساسيا بالنسبة لمليشيات الإخوان يتمثل في إبعاد الأنظار عن اتفاق الرياض والتفرغ لخوض معركة عسكرية طويلة أيا كانت نتيجتها حتى وإن تعرضت لانتكاسة جديدة، لكنها في النهاية ستكون قد كسبت مزيدا من الوقت في عرقلة الاتفاق واستمرار الصراع لفترات أطول انتظارا لما سوف تشكف عنه المتغيرات الإقليمية مستقبلا.
إضافة إلى ذلك فإن دخول القوات المسلحة الجنوبية في حرب واسعة النطاق مع الشرعية قد يؤثر سلبا على تأمين جبهة أبين لأن اصطفاف العناصر على طول الجبهات وصد أي تصعيد يأتي من جانب الشرعية يمنع اختراق المليشيات لأبين بما يسهل الوصول إلى العاصمة عدن، وبالتالي فإن التنظيم الدفاعي يعد أمرا مهما لحين انتهاء الجهود السياسية القائمة في الرياض.
على المستوى السياسي فإن الانتقالي حقق أكثر من مكسب خلال العام المنقضي بعد أن أظهر التزاما يُحسب إليه بشأن تنفيذ بنود الاتفاق وحظي بثقة أطراف دولية عديدة سارعت للقاء الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في محل إقامته بالرياض، إضافة إلى أنه طرف ذو وضعية قوية على طاولة المفاوضات بعد أن أثبت أنه يسعى للحل السياسي ولديه رغبة حثيثة في إنهاء الحرب المستمرة للعام السادس على التوالي.
واستعرضت الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، في اجتماعها اليوم الاثنين، تصعيد مليشيات الشرعية الإخوانية في جبهات محور أبين، وحذر الاجتماع الذي ترأسه فضل الجعدي مساعد الأمين العام من محاولات عرقلة تنفيذ اتفاق الرياض وإفشاله.
وبحثت الأمانة تقرير المشهد السياسي حول قضايا مرتبطة بالجنوب، وتقرير مضامين مبادرة الإعلان المشترك وانعكاساتها، كما تطرقت في اجتماعها إلى الجهود الإقليمية في مواجهة الجماعات الإرهابية المرتبطة بدول إقليمية كقطر وتركيا وإيران، لمجابهة مخططاتها التآمرية على المشروع العربي.
واستخدم الانتقالي لغة حاسمة في مواجهة إرهاب الشرعية، وأكدت هيئة رئاسة المجلس على عدم احتمال المجلس الانتقالي الجنوبي والأبطال في الجبهات وأبناء الجنوب كافة، المزيد من الصبر بعد عام كامل في إطار الهدنة.
وأشارت إلى إصرار أعداء الجنوب على إفشال التهدئة، وتحويلها إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، وقالت إنه "حان الوقت لقطع دابر هذه المؤامرة الرخيصة ضد قضية شعبنا التي تُدار من الغرف المغلقة لصانعي القرار ومموليها في قطر وتركيا".
ونبهت الهيئة إلى استمرار الشرعية الإخوانية في اختلاق العقبات لعرقلة تنفيذ اتفاق الرياض، بالتزامن مع تصعيد حربها الاستنزافية، لفرض مخططاتها العدوانية لإعادة إخضاع الجنوب.
وكانت مليشيا الشرعية الإخوانية الإرهابية، قد جددت تصعيدها في قطاع الطرية، بجبهة أبين، أمس الأحد، وأكدت مصادر ميدانية، أن الشرعية تواصل حشد عناصر إرهابية من تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين من محافظة مأرب، بمعسكراتها في أبين.
وتخلت الشرعية الإخوانية عن اتفاق الرياض بشكل واضح، عبر وأد اتفاق التهدئة في محافظة أبين، وسط استمرار تصعيدها للأسبوع الثاني على التوالي، فيما تصدت القوات المسلحة الجنوبية، لعشرات الأعمال العدائية للمليشيا الإخوانية الإرهابية، في أبين.