فساد وإجرام ومعاداة للجنوب.. مقومات خبيثة تؤهل العيسي لـ داخلية هادي
"فاسد، مجرم، إرهابي، يكره الجنوب".. هذه ليست اتهامات لشخصٍ مكانه السجن، لكنها مقومات توافرت في التاجر أحمد العيسي الذي يقترب من تولي منصب في حكومة الشرعية، وليس أي منصب بل وزارة الداخلية.
المعلومة كشفتها مصادر مطلعة، تحدّثت عن اعتزام الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، ترشيح التاجر الفاسد "العيسي" إلى منصب وزير الداخلية.
المصادر قالت إن هادي مهَّد لهذه الخطوة بمنحه رتبة لواء، من أجل التجهيز للدفع بالعيسي لتولي هذا المنصب.
ما يجري على الأرض يمثّل تكرارًا لسيناريو المدعو أحمد الميسري الذي لا يُنظر إليه بأن وزير داخلية عادي لكنّه سلاح الإخوان في الشرعية، الذي يشرف على انتهاكات ضخمة ترتكبها المليشيات الإخوانية سواء في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بالإضافة إلى عدائه الكبير ضد الجنوب.
العيسي إذا ما تولى بالفعل حقيبة الداخلية فإنّ الأمر يحمل العديد من الدلالات، أهمها أنّ معسكر الشرعية سيواصل العمل على استهداف الجنوب، بالنظر إلى أنّ "التاجر الفاسد" له باع طويلة في جرائم ضد الجنوب، لا سيّما ثروات النفط التي تفنّن في نهبها على صعيد واسع.
وعلى ما يبدو، فإنّ المشهد يشير إلى أنّ مرحلة جديدة من العداء الإخواني ضد الجنوب عبر سياسة تغيير الأوجه، وفي هذه الحالة الحديث عن العيسي بدلًا من الميسري، وبالتالي استهداف موجة العداء ضد الجنوب.
ولا شكّ أنّ مؤهلات العيسي لتولي حقيبة الداخلية مناسبة كثيرًا لتوجهات الشرعية، فعلى صعيد المنطق فالرجل لا يملك أي مقومات لرجل أمن قادر على قيادة المنظومة الأمنية بما يخدم مصلحة المواطن في المقام الأول.
لكن، وفقًا لدستور الشرعية الإخواني، فإنّ العيسي مناسب جدًا لهذه المهمة، فـ"محتكر النفط" يدير منظومة فساد متكاملة، سياسيًّا واقتصاديًّا وأمنيًّا، لصالح الشرعية.
مافيا النفط التي يقودها العيسي تتحكم مفاصل الاقتصاد، وتستمر في التلاعب بمعيشة السكان والعملة المحلية، حيث تحتكر هذه المافيا الإخوانية المازوت فتهدد المدن بالظلام وتختلق أزمات الوقود بمنع البنزين، كما تسبّبت في مشكلات عميقة للاقتصاد.
وسبق أن أظهرت وثائق رسمية، أنّ ثلاث شركات لمستفيد واحد مدعوم من الرئاسة، تحتكر استيراد المشتقات وتفوز بالمناقصات التي تعلنها شركة مصافي عدن الحكومية، وتفرض أسعارًا مرتفعة عن الأسعار العالمية وتتحمل الدولة والمستهلك هذه الزيادة.
والشركات الثلاث هي ( OZY، ASA Energy FZCO، عرب جلف)، مملوكة للتاجر أحمد العيسي.
وهناك عنصر آخر متوفّر في العيسي ويتناسب مع مخطط الشرعية الخبيث، وهو علاقاته مع المليشيات الحوثية، فالرجل سبق أن طالب بتزويد مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين بالوقود.
ولعلّ أحد المقومات وربما أهمها التي تتوفّر في العيسي تتمثّل في معاداة الجنوب، على الرغم من مواليد مديرية مكيراس بمحافظة أبين، ود غادرها صغيراً مع والده وعمه لأسباب مجهولة إلى الحديدة التي كانت مركزاً لبناء مملكته المالية، قبل أن ينخرط في العمل الرياضي ثم السياسي.
عداء العيسي للجنوب جاء منذ سنوات بعيدة، وذلك من انضمامه إلى جماعة الإخوان الإرهابية منذ ثمانينات القرن الماضي، وكَبُر على أفكار هذا التنظيم الإرهابي.
كل هذه المقومات الخبيثة التي توفّرت في العيسي تؤهله لأن يتولى هذا المنصب في حكومة الشرعية، بما يبرهن على أنّ معاداة هذه المعسكر ضد الجنوب سيتواصل حتى وإن تم إنجاح اتفاق الرياض.