التحذيرات الأممية للمأساة اليمنية.. القلق وحده لا يكفي
عادت الأمم المتحدة إلى سياسة التحذيرات، بشأن المخاوف من استمرار الحرب في اليمن، بالنظر إلى المساعي الحوثية الخبيثة إلى إطالة أمدها.
ففي هذا الإطار، حذَّر المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث من عواقب وخيمة لاستمرار النزاع على نطاق واسع، وقال إنّ الوقت قد حان لإيقاف هذه الحرب، داعيا المجتمع الدولي لتكثيف الجهود للضغط على أطراف الصراع، مشددا على عدم إمكانية تحمل استمرار الحرب.
وأضاف جريفيث أنّ هناك مجاعة تلوح في الأفق، داعيا إلى التكاتف لتجنب المجاعة وآفاق أكثر قتامة،وشدد على الحاجة إلى فتح البلاد أمام المساعدات الإنسانية والأدوية وإعادة بناء الخدمات الصحية، ووقف إطلاق النار.
تصريحات جريفيث تتضمّن ما يمكن اعتباره "دق نواقيس الخطر" بالنظر إلى تردٍ أكبر لأزمة اليمن الإنسانية الناجمة عن الحرب الحوثية التي طال أمدها أكثر ما يطاق.
تحذيرات المبعوث الأممي تتزامن أيضًا مع جهود تُبذل على صعيد واسع من أجل التوصّل إلى حل سياسي عبر مسار ملزم، يراعي أولًا وأخيرًا إنقاذ السكان من الأزمة الإنسانية المصنّفة بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم.
ويبدو أنّ الأمور تتجه نحو مزيدٍ من "الفظاعة"، لا سيما أنّ تصريحات المبعوث أعقبت تحذيرات مشابهة صدرت عن هنريتا فور المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسف التابعة للأمم المتحدة، التي قالت إنّ حياة ملايين الأطفال في خطر مع تقدم اليمن ببطء نحو ما يحتمل أن يكون أسوأ مجاعة منذ عقود، وأن الخطر على حياة الأطفال هو أعلى من أي وقت مضى.
وأضافت المسؤولة الأممية أنّ علامات التحذير كانت واضحة لفترة طويلة جدا، وأوضحت أنّ أكثر من 12 مليون طفل يمنى بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، وأن معدلات سوء التغذية الحاد لدى الأطفال وصلت إلى مستويات قياسية في بعض أجزاء البلاد مسجلة زيادة بنسبة 10% هذا العام فقط، وأن ما يقرب من 325 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد ويكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة في الوقت الذي يواجه أكثر من خمسة ملايين طفل خطر الإصابة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد.
وأشارت إلى أنّ الفقر المزمن وعقود من التخلف وأكثر من خمس سنوات من الصراع، قد عرض الأطفال وأسرهم في اليمن لمزيج مميت من العنف والمرض، وأن جائحة كورونا حولت أزمة عميقة إلى كارثة وشيكة، وأن اليمن بلد يعانى من العنف والألم والمعاناة كما أن الاقتصاد في حالة من الفوضى.
ومع أهمية الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة فيما يتعلق بالتحذير من مآسي الأوضاع في اليمن، لكن الأمر لا يجب أن يكون مقتصرًا على ذلك، بل يجب العمل على اتخاذ إجراءات رادعة وحاسمة.
الأمم المتحدة لا يجب عليها انتظار جنوح حوثي نحو السلام، وهذا استنادًا إلى أنّ المليشيات أفشلت طريق السلام على مدار الفترات الماضية، ولعل الخروقات التي تخطّت الـ15 ألف انتهاك لبنود اتفاق السويد، الدليل الأبرز على هذا الإرهاب الحوثي.
وبات واضحًا أنّ الأمم المتحدة ستكون متهمة بإضاعة الوقت إذا انتظرت جنوحًا حوثيًّا نحو السلام، وذلك بالنظر إلى الماضي الذي يشهد على إرهاب المليشيات وخبث نواياها.