الضغوط البريطانية.. هل توقف تعنت الحوثيين في صافر؟

الجمعة 27 نوفمبر 2020 21:01:00
 الضغوط البريطانية.. هل توقف تعنت الحوثيين في "صافر"؟

بالنظر إلى حجم الخطر الكبير الذي يحمله ملف خزان صافر النفطي، تتوالى المطالبات الدولية بشأن ضرورة صيانة هذه الناقلة النفطية، ضمن حراكٍ تخوضه بريطانيا على وجه التحديد في هذه المرحلة.

أحدث هذه المطالبات وردت على لسان وزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط جيمس كليفرلي، الذي دعا مليشيا الحوثي الإرهابية بالسماح لخبراء الأمم المتحدة بصيانة ناقلة النفط صافر دون تأخير.

الوزير البريطاني قال في بيان له، إنَّ توقيع اتفاق أولي بين الطرفين يعد تقدمًا، مضيفا: "لكن لم يتم عمل ما يكفي لوقف التأثير المدمر الذي يشكله تسرب النفط على اليمن والبحر الأحمر".

دعوة جيمس كليفرلي جاءت في أعقاب دعوة أخرى أطلقها وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، الذي قال إنَّه يجب على مليشيا الحوثي العمل مع الأمم المتحدة لتجنب تسرب نفطي مدمر من الناقلة صافر.

وقال دومينيك إنّ موافقة المليشيا المدعومة من إيران على فحص الناقلة صافر، خطوة إيجابية، وشدد على ضرورة مواجهة التهديد البيئي الهائل الذي تشكله الناقلة على اليمن والبحر الأحمر، بتحقيق تقدم سريع في التعامل مع الناقلة.

التصريحات البريطانية المسؤولة تعبّر عن حراك تخوضه لندن في هذه المرحلة، من أجل إنقاذ خزان صافر من مزيد العبث الذي يمارسه الحوثيون منذ فترة طويلة، وهو ما ينذر بخطر كبير.

وهناك خطر تسرب يهدد بتدفق 138 مليون لتر من النفط في البحر الأحمر، وهو ما يؤدي إلى أضرار كارثية تتسبب في تفشي الأمراض والأوبئة وإيقاف وصول المساعدات الغذائية، ويؤدي التسرب كذلك إلى إغلاق موانئ الحديدة، وارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 800%.

هذا الخطر الذي لطالما حذرت منه الكثير من الأطراف على الصعيدين الإقليمي والدولي، يستدعي مزيدًا من التدخل الحاسم على النحو الذي يوقف العبث الحوثي في هذا الملف شديد الأهمية.

ما يفرض ضرورة التدخل الحاسم، ما جرى قبل أسابيع عندما بدأ النفط الخام يتسرب من الخزان العائم، فيما بدأت مياه البحر الدخول إلى جسم الخزان.

هذا التسريب "المتكرر" شكّل خطرًا جمًا على البيئة البحرية في البحر الأحمر بشكل كامل، ولا شكّ أنّ مسوؤليته الأولى تقع على الحوثيين الذين يمارسون تعنتًا شديد الخبث يرمي إلى تفاقم الأزمة على صعيد مرعب.

المجتمع الدولي لا يُعرَف إلى متى يظل صامتها، فالاستراتيجية الرخوة التي يتعامل بها مع هذا الملف الحيوي لم تعد مجدية على الإطلاق، والحديث هنا تحديدًا عن ضرورة اتخاذ إجراءات حيوية وبشكل فوري وعاجل من أجل الضغط على المليشيات الحوثية عملًا على صيانة الخزان قبل أن تندلع النيران التي لن ينجو منها أحد.