تعز تدفع ضريبة رفض الانصياع للاحتلال الحوثي الإخواني

الاثنين 30 نوفمبر 2020 19:10:00
تعز تدفع ضريبة رفض الانصياع للاحتلال الحوثي الإخواني

تدفع محافظة تعز ضريبة وجود مليشيات الإخوان إلى جانب العناصر الحوثية مع تضاعف حجم التنسيق السياسي والعسكري بين الطرفين، ما أدى لزيادة الانتهاكات والممارسات الإجرامية بحق المواطنين الأبرياء الذين يرفضون الانصياع لهذا الاحتلال المشترك، والذي كان سببًا في إزهاق أرواح آلاف المواطنين من أبناء المحافظة.

يمكن القول بأن محافظة تعز تعدّ بمثابة مسرح تجارب للتقارب بين الشرعية والمليشيات الحوثية، لأنها تقع تحت سيطرة الإخوان من الناحية الداخلية والإدارية لكن أطرافها وحدودها المختلفة تظل تحت هيمنة العناصر المدعومة من إيران، وبالتالي فإن الطرفين سيحاولان الحفاظ على العلاقة أطول فترة ممكنة بما يدعم تحالفاتهم في مناطق أخرى من الشمال.

تستفيد مليشيات الشرعية من وجود العناصر الحوثية على أطراف المحافظة في ظل عدم قدرة جيشها على حماية الجبهات المختلفة، وبالتالي فإنها ترتكن على التنسيق مع الحوثيين لتظل متفرغة لارتكاب الجرائم اليومية ضد الأبرياء، بالتزامن مع تدشين معسكرات تدريب الإرهابيين والزج بهم إلى المحافظات الجنوبية.

وكذلك فإن المليشيات الحوثية هي الأخرى تستفيد من تواجد تنظيم الإخوان داخل المحافظة لأنه يضمن حضورًا في منطقة إستراتيجية مهمة من دون أن ينخرط في معارك قد تكلفه مزيدًا من الخسائر، إضافة إلى أنها تستغل ضعف مليشيات الإخوان في التأكيد على أنها طرف قوى في المعادلة السياسية حال جرى الوصول إلى اتفاق سلام.

وجددت مليشيا الحوثي الإرهابية، اليوم الاثنين، قصفها على الأحياء السكنية شمال وشرق مدينة تعز، وكشفت مصادر محلية لـ "المشهد العربي" عن قصف مدفعية المليشيا المدعومة من إيران، حيي التوحيد والمفتش السكنيين بشكل عشوائي، بالإضافة إلى مواقع متفرقة في عصيفرة.

كما ارتكبت المليشيات جريمة وحشية، بعد أن استهدفت رضيعتين تبلغان من العمر عامين وسبعة أشهر في قصف آخر على الأحياء السكنية شمال وشرق مدينة تعز، إلى جانب أن القصف خلف ثلاثة مصابين من الأهالي بجروج متفاوتة.

وبالتوازي مع تلك الجرائم اختطفت مليشيا الحشد الشعبي التابعة للإخوان بمحافظة تعز، السبت، ثلاثة من منتسبي اللواء 35 مدرع، لرفضهم سيطرتها على قيادة اللواء، بعد اغتيال قائده العميد عدنان الحمادي.

وأوضحت مصادر محلية لـ"المشهد العربي" أن مليشيا الحشد الشعبي اختطفت المساعد رشدي الشدادي، وعبدالرقيب البعداني، وزكريا فاروق بمديرية المعافر، قبل أن تقتادهم إلى الصالة الرياضية بعد مصادرة أسلحتهم الشخصية.

وشددت على أن المليشيات الإخوانية تحاول تحت مسمى إطلاق حملات أمنية، التغطية على فشلها وعجزها عن القبض على القتلة والمجرمين، بالقبض على معارضيها والرافضين لفرض هيمنتها على اللواء 35 مدرع.

وطيلة الأيام الماضية، شهدت تعز، انفلاتا متصاعدا، أدى إلى إقلاق السكينة العامة وإرهاب المدنيين داخل المدينة التي تتعرض في المقابل لقصف وحصار حوثي منذ 4 أعوام.

وقبل أسبوعين تقريبا، شهدت شوارع محافظة تعز الخاصعة لسيطرة مليشيا الإخوان الإرهابية، انتشارًا مُكثفًا لمسلحين بزي مدني، وانتشر المسلحون بكثافة في جولة وادي القاضي وحتى جولة العواضي.

وقالت المصادر، إن بعض المُسلحين أضرموا النيران في بعض الإطارات، وقاموا بتهديد السيارات التي تحاول المرور من تلك الشوارع، وذلك بعد أن قام مسلحون يتبعون مليشيا الإخوان، بقطع عدة طرق في بير باشا بمنطقة الحصب.

وفي خضم تلك التطورات وقعت اشتباكات مسلحة، عقب دوي انفجار ضخم في مدينة التربة جنوبي تعز، وقالت مصادر محلية إن الانفجار ناجم عن قنبلة صوتية، مشيرة إلى أن الاشتباكات التي تدور بأرجاء المنطقة سببها نزاع على قطعة أرض لا تتعدى 20 مترًا مربعًا.