اليمن بين الحرب الحوثية وعبث الشرعية.. سنوات من الدم والوجع

الأربعاء 2 ديسمبر 2020 17:01:00
اليمن بين الحرب الحوثية وعبث الشرعية.. سنوات من الدم والوجع

تكشف الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة، هول ما يعانيه ملايين السكان من جرّاء الحرب الحوثية التي طال أمدها، والعبث الكبير السائد على معسكر الشرعية.

ففي توثيق مرعب، قدر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) وفاة نحو 233 ألف شخص بسبب الحرب في اليمن، بينهم 131 ألفا أسباب غير مباشرة مثل نقص الغذاء والخدمات الصحية والبنية التحتية.

المكتب الأممي قال إنَّ الاحتياجات الإنسانية استمرت في التصاعد، مشيرة إلى حاجة 24 مليونا و300 ألف شخص إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية في عام 2021.

ونبه إلى أن الأعمال العدائية أسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين؛ مؤكدا التحقق من 3153 حالة وفاة بين الأطفال و5660 طفلا في السنوات الخمس الأولى من النزاع.

بشكل مباشر، نجمت حالات القتل عن جرائم متنوعة ارتكبتها المليشيات الحوثية الإرهابية على صعيد واسع، طالت المدنيين وكبّدتهم أبشع الأثمان.

ولم تفوّت مليشيا الحوثي الإرهابية جريمةً إلا وارتكبتها ضد السكان في المناطق التي ينشط فيها إرهاب هذا الفصيل، على نحوٍ يعبر عن إجرام حاد واستهتار فظيع بحياة المدنيين.

في الوقت نفسه، فقد تحلّت السياسة التي اتبعتها الشرعية بعبث فظيع، فأصبح الشغل الشاغل لهذه الحكومة المخترقة إخوانيًّا الحفاظ على مصالحها وتحقيق أكبر قدر من المكاسب لقياداتها.

الشرعية استغلت الحرب وتوارت وراءها وباتت قياداتها تتفنن في ارتكاب جرائم النهب والسطو بغية تحقيق أكبر قدر من الثروات، في وقتٍ يظل فيه السكان يعانون من أزمات إنسانية ضخمة.

في الوقت نفسه، وقفت حكومة الشرعية حجر عثرة أمام حسم التحالف العربي للحرب على الحوثيين، علمًا بأنّ هذه الحكومة لا يشغلها في الأساس الحرب على المليشيات لكنّها تعمل في المقام الأول على خدمة مصالحها وتنفيذ أجندتها الخبيثة.

هذا التكالف من الحوثي والشرعية على أجساد اليمنيين صنع أزمة إنسانية شديدة الفداحة، وتقول تقارير إنها الأشد بشاعة على مستوى العالم.

تعبيرًا عن ذلك، حذّرت هنريتا فور المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسف التابعة للأمم المتحدة، قبل أيام، من أنّ حياة ملايين الأطفال في خطر مع تقدم اليمن ببطء نحو ما يحتمل أن يكون أسوأ مجاعة منذ عقود، وأن الخطر على حياة الأطفال هو أعلى من أي وقت مضى، وأن علامات التحذير كانت واضحة لفترة طويلة جدا.

وأضافت أنّ أكثر من 12 مليون طفل يمنى بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، وأن معدلات سوء التغذية الحاد لدى الأطفال وصلت إلى مستويات قياسية في بعض أجزاء البلاد مسجلة زيادة بنسبة 10% هذا العام فقط، وأن ما يقرب من 325 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد ويكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة في الوقت الذي يواجه أكثر من خمسة ملايين طفل خطر الإصابة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد.