الضغط الشعبي.. وسيلة السكان لصد الإهمال الحوثي القاتل
يبدو أنّ الضغط الشعبي الجارف قد يكون وسيلة ناجعة كثيرًا، للرد على الإهمال الذي تمارسه المليشيات الحوثية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
الحديث عن واقعة طفل محافظة إب، الذي دفع ثمن الإهمال الطبي، أثناء إجراء عملية له، لكن المتهم في الواقعة هرّبته المليشيات الحوثية، قبل أن تتراجع على إثر الضغوط التي تعرّضت لها.
البداية كانت مع تعرّض الطفل محمد إدريس لخطأ طبي فادح ببتر جزء من العضو الذكري أثناء عملية ختان على يد فني تخدير في أحد مستشفيات إب.
الواقعة التي أثارت غضبًا واسعًا، حاولت المليشيات طي صفحتها من خلال تهريب فني التخدير المسؤول عن الخطأ الطبي إلى محافظة تعز.
وتصديًّا لهذا الإهمال الحوثي، دشّن نشطاء حملة للحيلولة دون إنهاء القضية، لا سيّما أنّ المتهم الذي تواطأت معه المليشيات الحوثية، اتضح عدم حمله لمؤهل علمي عدا دبلوم فني تخدير.
وطالب النشطاء بضرورة إحضار المتهم الرئيسي بالواقعة، والمُتهمين الآخرين في القضية، وهم عبدالملك البعداني مدير مستشفى المزاحن الريفي فرع العدين، وعبدالحكيم طه أحمد طبيب جراح في مستشفى المزاحن، وعبدالمغني علي غالب مدير مكتب الصحة بفرع العدين، ومدير مكتب الصحة في إب، ووكيل محافظة إب للشئون الصحية.
وعلى إثر هذا الضغط، صدر أمر قبض قهري بحق المُتسبب الرئيسي في الخطأ الطبي، الذي تعرض له الطفل الرضيع، حيث أمرت النيابة الجزائية، بالقبض على عبدالله أحمد يحيى الآنسي، المتهم المُباشر في الجريمة.
الواقعة التي برهنت على إهمال حوثي فظيع في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات، قدّمت دليلًا على أنّ هذا الفصيل الإرهابي يمارس استهتارًا حادًا بحياة السكان.
لكن في المقابل، يبدو أنّه قد عرف الطريق عن كيفية مواجهة هذا الإهمال المتعمد، ويتمثّل ذلك في ممارسة ضغوط شعبية جارفة في مواجهة هذا الإهمال الحاد الذي ضرب كل القطاعات.
وفيما تعيش محافظة إب تحت وطأة إهمال معيشي حاد وتردٍ فظيع في مختلف الخدمات، فإنّ مواجهة هذه الحالة المعيشية القاتمة تستلزم ضرورة الضغط الشعبي على الحوثيين بشتى السبل الممكنة.