جهود إحلال السلام.. كيف حوّلها الحوثيون إلى إضاعة للوقت؟
تواصل المليشيات الحوثية، توجيه رسائلها الخبيثة التي تبرهن من خلالها على أنّها تسعى لإطالة أمد الحرب دون تراجع.
الساعات الماضية كانت شاهدةً على مزيدٍ من الإجرام الحوثي التصعيدي، حيث شنَّت المليشيات 80 انتهاكًا للهدنة الأممية، بأنحاء متفرقة في محافظة الحديدة.
ووثقت القوات المشتركة، خروقات المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، في مديريات التحيتا وحيس والدريهمي ومدينة الحديدة.
وشملت الاعتداءات قصف واستهداف الأحياء السكنية بقذائف الهاون الثقيل وسلاح عيار 23 وأسلحة معدل البيكا وسلاح الدوشكا.
هذه الاعتداءات الحوثية تبرهن على أنّ المليشيات لن تجنح أبدًا نحو السلام، وتظل ساعيةً نحو التمدد العسكري عبر التصعيد المتواصل على الأرض.
ولا يثير التصعيد الحوثي أي استغراب على الإطلاق، فالمليشيات ارتكبت أكثر من 15 ألف خرق وانتهاك لبنود اتفاق السويد الموقّع في ديسمبر 2018، وقد نُظر إليه بأنّه خطوة أولى على مسار الحل السياسي.
ما يُقدم الحوثيون على ارتكابه يبرهن على أن ّجهود إحلال السلام أصبحت بمثابة إضاعة متواصلة للوقت، وذلك استنادًا للسياسة العبثية والخبيثة التي تتبعها المليشيات على الجبهات الملتهبة.
بالنظر إلى ذلك، فإنّ المرحلة المقبلة لا يمكن المراهنة فيها على جنوح الحوثيين نحو السلام، وأنّ المليشيات ستظل حجر عثرة في سبيل إحلال السلام بشكل كبير.
ما يبرهن على ذلك هو حجم المكاسب التي حقّقها الحوثيون من وراء إطالة أمد الحرب، ولعل أهم هذه المكاسب هو تمكّن قيادات المليشيات من تكوين ثروات ضخمة للغاية، استغلالًا للحالة العبثية الناجمة عن الحرب، من توسّع ملحوظ في جرائم النهب والسطو.