وعي الجنوب.. السلاح الأقوى في وجه إرهاب الشرعية
رأي المشهد العربي
لم يتأثر أبناء الجنوب بجرائم الشرعية التي ارتكبتها من أجل تزييف الحقائق الراسخة في عقلهم الجمعي، وبالرغم من أن هناك آلة إعلامية تستمر ليل نهار في تشويه القضية الجنوبية وتحاول تغيير التاريخ بكافة السبل، إلا أن هناك حقيقة راسخة في أذهان المواطنين وهي أن الشرعية ومليشياتها الإرهابية ما هي إلا عدو محتل يسعى لاغتصاب الأرض والسيطرة على المقدرات، وأن استعادة الدولة هي الهدف الأوحد بالنسبة لهم.
عبّرت الاحتفالات التي انطلقت في أرجاء محافظات الجنوب خلال الأسبوع الماضي احتفاءً بعيد الاستقلال عن ذلك الأمر، وبدا أن هناك رغبة جامحة في الوصول نحو ما يمكن تسميته بالتحرير الثاني والتوجه مباشرة نحو استعادة الدولة التي تشكل حلمًا لكل جنوبي حر يؤمن بقضيته، وهو ما يعطي دفعات إضافية للمجلس الانتقالي الجنوبي لأن يسير في طريقه نحو تحقيق هذا الهدف.
يمكن القول بأن وعي الجنوبيين بقضيتهم يعدُ السلاح الأقوى في وجه الاحتلال اليمني، بالطبع القوة العسكرية مطلوبة والتحركات الدبلوماسية والخارجية لا يمكن الاستغناء عنها، لكن المهم أن هناك قناعة راسخة في عقول أبناء الجنوب بأن استعادة دولتهم مرة أخرى هو الوعاء الأكبر الذي يجمع شملهم، وأنه مهما طالت مراحل النضال فلابد أن يأتي اليوم الذي يستعيد فيه الجنوب دولته.
تلعب الشرعية على وتر إضاعة مزيد من الوقت لفرض أمر واقع في الجنوب وهو أمر لا يمكن أن يتحقق طالما أن هناك وعيا شعبيا بأن ما تسعى إليه هو بمثابة رغبة في احتلال أراضيهم، وذلك يفسر بطولات أبناء الجنوب على الجبهات بالرغم من كل المحاولات التي استهدفت إضعافهم بدءًا من قطع رواتب العسكريين ومرورًا بتصدير العناصر والمليشيات الإرهابية لخلخلة الجبهات ونهاية بعرقلة جميع الجهود السياسية التي استهدفت الوصول إلى حل سياسي.
وعي الجنوب كان دافعًا نحو تحرير محافظات الجنوب من المليشيات الحوثية وتنظيمي داعش والقاعدة، كما أن ذلك الوعي هو الذي أفسح المجال أمام القوات المسلحة الجنوبية لتكون ظهيرًا أساسيًا داعمًا للتحالف العربي، في ظل إدراك أبناء الجنوب بأن المصير واحد وأن العدو الذي يسعى لاحتلال أرض الجنوب هو ذاته من يسعى لاختراق الأمن القومي العربي وتهديده.
مشاركة أبناء الجنوب في احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة بيوم الشهيد واليوم الوطني وتأكيدهم على أهمية الدور الذي لعبته الإمارات للتخلص من المليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية وعرفانهم بدور الإمارات في النهوض بالجنوب عبر مشاريع تنموية وخدمية واسعة، يؤكد الوعي الشعبي.