تحرير الشرعية لأسرى الحوثي.. تقارب خبيث ينذر بإفشال جهود التحالف (تحليل)
تتواصل الأدلة التي تفضح حجم التقارب الخبيث بين حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا مع المليشيات الحوثية الإرهابية، وهي علاقات تمدد آخذة في التصاعد بشكل كبير.
الحديث هذه المرة عن إعلان
مليشيا الحوثي تحرير ستة من عناصرها لدى حكومة الشرعية في محافظة مأرب، دون إعلان التفاصيل الكاملة للصفقة.
على الجانب الآخر، تكتّمت حكومة الشرعية وأبواقها الإعلامية الإخوانية على إطلاق سراح عناصر المليشيات، وتوضيح إن نالت في المقابل حرية عدد من عناصرها.
اللافت أنّ المليشيات الحوثية تحدّثت عن أنّ إطلاق الأسرى جاء على مسرح عمليات مأرب، الذي تصوره الشرعية على أنه موقع مواجهات واشتباكات عنيفة، ربما على الأقل لتهيئة الرأي العام لتسليم معسكر ماس الاستراتيجي.
المليشيات الحوثية كثيرًا ما أعلنت عن صفقات مع حكومة الشرعية في هذا الإطار، وغالبًا ما يكون إعلان ذلك من المعسكر الموالي لإيران، فيما تحاول الشرعية فرض إطار من السرية على هذه العلاقات الخبيثة.
علاقات الحوثيين والشرعية آخذة في التمدّد بشكل كبير، وهي تمثّل طعنات متواصلة من قِبل الحكومة المخترقة إخوانيًّا بالتحالف العربي الذي قدّم صنوفًا ضخمة من الدعم لهذه الحكومة، لكنّها ردّت على ذلك بأسوأ خيانة ممكنة من خلال علاقاتها مع الحوثيين.
وبات واضحًا أنّ الشرعية لا تستهدف استعادة أراضيها من قبضة الحوثيين، لكن أهم ما يشغلها هو العمل على حفظ مصالحها وتحقيق مكاسبها، وهي ينافي بالتأكيد مساعي التحالف العربي للقضاء على التمدّد الإيراني في اليمن والمنطقة.
الحكومة المخترقة إخوانيًّا دأبت أيضًا طوال الفترة الماضية على تسليم المواقع وتجميد الجبهات مع الحوثيين، وهو ما أتاح لهذا الفصيل الإرهابي فرصةً للتمدّد على الأرض، على نحوٍ كبّد التحالف العربي تأخُّر حسم الحرب عسكريًّا.
علاقات الشرعية مع الحوثيين فضحتها أيضًا استثمارات قيادات الحكومة، وفي مقدمتهم الإرهابي علي محسن الأحمر، في مناطق الحوثيين، واللافت أنّ هذه الاستثمارات تحظى بتأمين كامل من قِبل المليشيات.
وفيما يظل من غير المقبول استمرار هذا المشهد العبثي، فقد آن أوان تطهير الشرعية من السرطان الإخواني الذي يرتمي في أحضان الحوثيين، وبات العمل على استئصال نفوذ حزب الإصلاح ضرورة لا يجب تتأخر أكثر من ذلك، لما في ذلك من تأثيرات مرعبة على جهود التحالف نحو قهر المشروع الحوثي الإيراني.