اختفاء الفتيات.. بين اعتداءات الحوثي المروعة ومخاوف الاتجار بالأجساد
يواصل سكان محافظة إب، دفع كلفة باهظة من جرّاء خضوع منطقتهم لقبضة حوثية غاشمة، تتضمّن جرائم مروعة ترتكبها المليشيات أو تفسح المجال أمام تفشيها.
وبشكل ملحوظ، تصاعدت في الفترة الأخيرة ظاهرة اختفاء الفتيات بمحافظة إب، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، بعدما جرى تسجيل حالة ثانية لاختفاء فتاة في غضون أسبوع واحد.
وفي تفاصيل هذه الواقعة الجديدة، اختفت فتاة تدعى رغد علي السنافي، عقب خروجها قبل ساعات من فندق وشقق الفخري بجوار الصالة الملكية في مدينة إب؛ لشراء بعض الأغراض.
مصادر محلية أبلغت "المشهد العربي"، أنّ الفتاة رغد لم تعد حتى هذه اللحظة، وسط مخاوف من أهلها بتعرضها للاختطاف.
هذه الواقعة تأتي بعد أيام قليلة من اختفاء طالبة، كانت قد أبلغت أسرتها باختفائها في ظروف غامضة، خلال توجهها إلى المدرسة يوم الثلاثاء الماضي.
في أعقاب تصاعد هذه الظاهرة، وُجّه كثير من الاتهامات للمليشيات الحوثية التي لجأت في كثيرٍ من الأحيان إلى ارتكاب جرائم اختطاف الفتيات، وذلك من أجل ابتزاز أسرهن من جهة، وتدريب أخريات من جهة أخرى، ليعملن لصالحهم.
تصاعد جرائم اختفاء الفتيات بشكلٍ كبير في مناطق سيطرة الحوثيين، أحدث مخاوف ضخمة من ارتباط تلك العمليات بعصابات منظمة تعمل على الاتجار بالبشر.
ما يعضّد من ذلك أنّ عمليات الاختطاف للأطفال صارت تتم في وضح النهار ومن أمام منازل الضحايا بدون أي خوف أو قلق، وهو ما يعني وجود عصابات تمارس جريمة منظمة.
وفيما تحرص العديد من الأسر على الإبلاغ عن اختفاء فتياتهم، لكن هناك أعدادا كبيرة أيضًا ترفض الاعتراف بذلك خوفًا من ثقافة المجتمع المحافظ الذي مازال يرى في اختطاف الفتيات عارا يلاحق أهلها.
الإجرام الحوثي لا يقتصر على الاختطاف وحسب، لكنّ المليشيات الموالية لإيران ارتكبت عشرات الجرائم والانتهاكات المتنوعة ضد النساء والفتيات في مختلف مناطق سيطرتها، وهذه انتهاكات مستمرة رغم النداءات الإنسانية المتكررة لوقف هذه الجرائم.
وبحسب تقارير حقوقية عديدة، فقد تنوعت انتهاكات المليشيات الحوثية بحق النساء ما بين القتل والإصابة وحلق الرأس والاختطاف والعنف والاعتقال والتحرش الجنسي والتشريد، وهدر الكرامة وغيرها من الاعتداءات.