مُسيرات الحوثي الـ13.. نذيرُ بركانٍ في الحديدة
يبدو أنّ المليشيات الحوثية تجهّز لحرب غاشمة يطول أمدها في محافظة الحديدة، التي تحوّلت إلى مسرح متفاقم لإرهاب المليشيات.
ففي الساعات الماضية، رصدت القوات المشتركة، تحليق 13 طائرة مُسيرة لمليشيا الحوثي الإرهابية في حيس والتحيتا ومنطقة الجبلية والفازة جنوبي محافظة الحديدة.
وجرى رصد ثلاث طائرات تحلق في سماء مديرية حيس، وأربعة طائرات في سماء التحيتا، وثلاث طائرات في سماء منطقة الجبلية، وثلاث في سماء الفازة التابعة لمديرية التحيتا جنوب الحديدة.
هذا التحليق الحوثي المكثف ينذر بأنّ المليشيات الحوثية بصدد تصعيد حربها العبثية في محافظة الحديدة، التي تشهد على خروقات متواصلة من قِبل الحوثيين للهدنة الأممية التي تم التوصّل إليها بموجب اتفاق السويد.
إجرام الحوثي المتصاعد ينذر بشكل مباشر بتفاقم الأزمة الإنسانية هناك لا سيّما بالنظر إلى اضطرار أعداد كبيرة من السكان إلى النزوح من مناطقهم، فرارًا من الإرهاب الحوثي الذي يأخذ منحى تصعيديًّا بشكل مرعب للغاية.
تصاعد أزمات النزوح في اليمن هو مقدمة لتردٍ لا يطاق على الإطلاق للوضع الإنساني المصنّف في الأساس بأنّه الأشد بشاعة على مستوى العالم بالنظر إلى حجم الفقر الذي ضرب اليمن بشكل مروّع للغاية، حسبما توثّق العديد من التقارير الأممية.
وكشفت تقارير أممية حديثة أنّ الجرائم الحوثية الغادرة تسبّبت في نزوح أكثر من 186 ألف شخص في مختلف الأنحاء، نزح نصفهم إلى داخل مدينة مأرب التي تستهدفها المليشيات بالصواريخ البالستية وتسعى لقطع الطرقات المؤدية إليها.
وتقول منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، إنّ مأرب استقبلت وحدها ما يقدر بـ71 ألفًا و456 نازحًا جديدًا، أي 70% من النازحين خلال العام الجاري والبالغ عددهم 158 ألفًا، وأشارت إلى تقطّع السبل بأعداد متزايدة من المهاجرين في محافظات مثل عدن ومأرب يقدر عددهم بـ5000 شخص و4000 شخص على التوالي، بسبب قيود الحركة المرتبطة بفيروس كورونا.
وقبل أن تشعل المليشيات الحوثية مزيدًا من لهيب الحرب المستعرة، فإنّ الأمم المتحدة مطالبة باتخاذ إجراءات أشد حسمًا وحزمًا فيما يتعلق بكبح جماح الإرهاب الحوثي الذي لا يُطاق.