فساد الشرعية.. إرث ثقيل على عاتق حكومة المناصفة
تركت الشرعية الإخوانية خلفها إرثا ثقيلا من الفساد ستجد حكومة المناصفة الجديدة تحديات عديدة في التعامل معه، تحديدا وأنها لم تترك بقعة جغرافية من دون أن يمتد إليها هذا الفساد الذي أضحى يهدد حياة ملايين المواطنين الذين يعانون من ويلات المشكلات الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على هذا الفساد.
عملت الشرعية على توظيف فسادها لتحقيق أهداف سياسية، إذ أن جرائم السرقة والتزوير كانت تستهدف بالأساس خنق الجنوب بحروب الخدمات التي ألقت بظلالها على الأوضاع المعيشية للأبرياء الذين يقبعون لساعات طويلة من دون الخدمات الرئيسية المتمثلة في الماء والكهرباء والغاز، الأمر الذي يجعل الحكومة الجديدة أمام جملة من المعوقات التي تتطلب تكاتفا حقيقيا بين أعضائها للتعامل معها.
يمر الجنوب بمرحلة عنق الزجاجة في أعقاب الإعلان عن تشكيل حكومة المناصفة، فإما أن تنجح الحكومة في التعامل مع الأزمات التي تركتها الشرعية في حلتها القديمة أو أن تنجح في التعامل مع هذه المشكلات وبالتالي تحوز ثقة المواطنين ما يجعلها تتلقى دعما مساعدا لها في مهمتها الصعبة.
يؤكد مراقبون أن مواجهة الفساد بشكل حاسم تتطلب بتر الرؤوس التي تقود تلك الممارسات وفي القلب منها جنرال الإرهاب علي محسن الأحمر الذي يقود أكبر شبكة فساد، وأن التعامل مع الوقائع الصغيرة وغض الطرف عن الأشخاص المحركة لعناصر الفساد سيكون بمثابة حرث في المياه من دون أن يكون هناك أثر واضح على الأرض
وعند الحديث عن فساد الشرعية، فإنّ الإرهابي علي محسن الأحمر يطل برأسه سريعًا، باعتباره سرطانًا نخر في كافة المؤسسات واستطاع تكوين ثروات مالية طائلة جرّاء ذلك، فيما جاء الدور حاليًّا على محاولة إتلاف المستندات التي تفضح فسادهم، فيما سار الكثير من قادة نظام الشرعية، لا سيّما الموالين لحزب الإصلاح الإخواني، أولئك الذين استغلوا حالة الحرب من أجل مواصلة هذا الفساد الموثّق بعديد الاتهامات والأدلة دون أن يكون لذلك الفساد رقيبًا أو حسيبًا.
ويسعى المجلس الانتقالي الجنوبي لأن يقود عمليات توجيه دفة حكومة المناصفة نحو التعامل مع ممارسات الفساد، وتصدرت أزمة ارتفاع الأسعار، اجتماع الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية زنجبار، صباح اليوم الاثنين، وبحثت الهيئة أبعاد الأزمة في ظل هبوط أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال.
كما اطلعت الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي، في اجتماعها اليوم الاثنين على تقرير الدائرة السياسية للمشهد السياسي الذي أشاد بتشكيل حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال، ودعا إلى مكافحة الفساد .
واستعرض الاجتماع العديد من القضايا السياسية التي طرحها التقرير وانعكاساتها على الوضع العام للمواطنين في البلد، وناقشت الأمانة العامة للمجلس أداء دائرة المراسم خلال العام الجاري، وأبرز نشاطاتها.
دعا عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجعدي، لتجفيف أدوات الفساد، مُطالبًا بضرورة تفعيل القضاء ولجنة مكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة كأدوات محايدة تساعد الحكومة على تحقيق المأمول منها.
وقال في تغريدة عبر "تويتر": "نتطلع قدما بأمل كبير لتجفيف أدوات الفساد في كل مفاصل الدولة ، وتفعيل القضاء ولجنة مكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة كأدوات محايدة تساعد الحكومة على تحقيق المأمول منها ورفع كل ما يثقل كاهل الشعب".